ورقة ستروس كان تطرح في الرئاسيات الفرنسية مجددا يتوقع أن يؤدي احتمال انهيار التهم الموجهة إلى دومينيك ستروس-كان الذي أفرج عنه أمس الأول بنيويورك إلى متغيرات في اللعبة السياسية في فرنسا حيث يأمل العديد من أصدقاء المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي في أن يحقق عودة سياسية. واستبعد ستروسكان الذي كان المرشح الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية من السباق الرئاسي في أواسط ماي بعد اتهامه بمحاولة اغتصاب عاملة تنظيف. ولئن كان أمرا لا يمكن تصديقه أو تخمينه حتى مساء الخميس فان عودة ستروس-كان إلى الحياة السياسية الفرنسية لم تعد مستبعدة، في وقت أطلق فيه الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ينتمي إليه حملة الانتخابات التمهيدية لتعيين مرشحه إلى الانتخابات الرئاسية في 2012. وصرح رئيس الوزراء الاشتراكي الأسبق ليونيل جوسبان أنها "بمثابة الصاعقة لكن ليس في الاتجاه نفسه هذه المرة".وأضاف جوسبان انه "في حال تبرئة دومينيك من كل الاتهامات وهو ما أتمناه فعلا، فسيتعين عليه أولا أن يقرر ما يريد القيام به بعد مثل هذه الصدمة الشخصية. ثم سيعود إلى الاشتراكيين والمسؤولين في الحزب أن يتخذوا قرارهم". وطلبت من جهتها ميشال سابان المسؤولة في الحزب والمقربة من ستروس-كان تعليق العملية لافساح المجال امام مشاركته. واعتبر النائب جان-ماري لوغين القريب أيضا من ستروس-كان ان المدير السابق لصندوق النقد سيكون "لاعبا لا يمكن تجاوزه في الحياة السياسية في الأشهر المقبلة".من جهته، أعرب الوزير السابق جاك لانغ والذي يتمتع بتأثير كبير في الحزب الاشتراكي عن أمله بعودة ستروس-كان إلى الساحة السياسية في حال إسقاط التهم. وصرح لشبكة "بي اف ام تي في" الفرنسية ان "وجوده معنا والى جانبا سيكون مصيريا بالنسبة الى نجاحنا في الانتخابات.من جهته طالب الزعيم السابق للحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند ستروس كان بضرورة خوض الانتخابات التمهيدية للحزب المؤهلة لانتخابات الرئاسة الفرنسية.وقال فرانسوا هولاند الذي يسعى إلى الحصول على ترشيح الحزب الاشتراكي لصحيفة "ليبراسيون": "لاشيء يجب أن يمنع ستروس كان من خوض الانتخابات التمهيدية للحزب لاختيار مرشح للرئاسة".وبينما ذكرت مقالات في الصحف الفرنسية أن فرص انتخاب ستروس كان أصبحت معدومة الآن، فان الحزب يأمل في آن يتمكن الاشتراكي الأكثر كارزمية في فرنسا من استئناف حملته الرئاسية.والمح هولاند أيضا على انه سوف يساند تمديد المهلة المحددة للتسجيل لخوض الانتخابات التمهيدية. ويتعين على المرشحين حاليا أن يعلنوا اعتزامهم خوض الانتخابات مع حلول يوم 13 من الشهر الحالي وهو اليوم السابق على مثول ستراوس كان، الذي أفرج عنه من الإقامة الجبرية بكفالة، أمام المحكمة في نيويورك. وقال هولاند أن الانتخابات التمهيدية نفسها يجب أن تمضي قدما كما هو مقرر لاختيار المرشح الرسمي للحزب للاطاحة بالرئيس نيكولا ساركوزي في الانتخابات المقبلة.وتتوقع وسائل الإعلام في فرنسا أن يفضل هولاند خوض الانتخابات التمهيدية ضد ستروس كان بدلا من الزعيمة الحالية للحزب مارتن أوبري.وقال محللون إعلاميون انه سوف يتم النظر إلى هولاند و أوبري على أنهما متشابهان من الناحية السياسية الأمر الذي سوف يؤدى إلى تمتع أوبري بميزة الرئيس الحالي للحزب. ويقول المنتقدون أن كل من هولاند واوبري يفتقدان إلى الكارزمية والخبرة في مجال السياسة الخارجية الأمر الذي يحول دون تمكنهما من تولي الرئاسة.وتحسنت فرص ستروس كان في المحاكمة بعدما كشف ممثلو الادعاء النقاب أمس الأول الجمعة أن عاملة الفندق كذبت بشأن ماضيها.ورجح هذا التحول نظرية المؤامرة، ما قد يرفع أسهم الفيل الجريح ويعيد حسابات ساركوزي إلى نقطة الصفر. ق-و/ وكالات