كشف مراسل موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” على الأنترنت، إسحق بن حورين، النقاب، اعتماداً على مصادر استخبارية أمريكية، وصفها بالمطلعة جداً، عن أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، باتت على قناعة بأن الدولة العبرية اتخذت قرارا بعدم إبلاغ الولاياتالمتحدةالأمريكية بموعد الضربة العسكرية المحتملة التي ستنفذها ضد المنشآت النووية الإيرانية. وزاد الموقع الإخباري قائلاً إن تل أبيب قامت بنقل هذا الموقف خلال المحادثات التي أجراها في إسرائيل مؤخرا مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي توم دونيلون، ورئيس الاستخبارات جيمس كليبر مع القادة العسكريين والسياسيين في إسرائيل الأسبوع الماضي. جدير بالذكر أن الشأن الإيراني كان محور الاهتمام وتناوله الإعلام العبري والأمريكي على حدٍ سواء، وتحديداً ركز على الخلاف بين إسرائيل والإدارة الأمريكية بما يتعلق بالتحرك العسكري ودور إسرائيل في ذلك، وقد سعت الإدارة الأمريكية لإقناع إسرائيل بعدم اللجوء المنفرد للخيار العسكري، وإعطاء الفرصة للجهود التي تبذلها مع المجتمع الدولي لوقف المشروع النووي الإيراني، ولعل زيارة وزير الأمن الإسرائيلي ايهود باراك إلى واشنطن واللقاءات التي عقدها أمس مع نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، ووزير الدفاع، ليئون بانيتا، تأتي في نفس السياق، خاصة وأنها تسبق بأسبوع اللقاء الذي سيجمع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأشار المراسل الإسرائيلي في تقريره إلى سببين يقفان وراء القرار الإسرائيلي عدم إبلاغ الإدارة الأمريكية بموعد ضرب إيران، الأول يتعلق بعدم رغبتها تحميل الولاياتالمتحدة أي مسؤولية عن هذه الضربة، خاصة لوجود قواتها في منطقة الشرق الأوسط والتي قد تتعرض للهجوم من إيران، وهو ما تعتقد إسرائيل أنه الدافع الذي يقوم بتحريك الولاياتالمتحدة في منع إسرائيل من الإقدام على توجيه أي ضربة عسكرية لإيران، خاصة أن التقديرات الأمريكية الاستخباراتية تؤكد بأن إيران ستحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك للإدارة الأمريكية وسترد مباشرة ضد القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة. أما السبب الثاني، بحسب المصادر الأمريكية عينها، فيكمن في قناعتها بالنتائج التي ستؤدي لها هذه الضربة العسكرية والتي ستعطل المشروع النووي الإيراني لبعض الوقت، ولكنها سوف تحرر إيران من الالتزام بالرقابة الدولية على منشآتها النووية، ناهيك عن أن الضربة ستتسبب في تدهور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتصاعد العنف، الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على المصالح الأمريكية في المنطقة، على حد قول المصادر. من جانبه حذر وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي من أن أمريكا ستكون المتضرر الأكبر من دخول أي جهة الحرب مع إيران. ونسب تلفزيون “العالم” إلى وحيدي قوله إن أمريكا “تدرك جيدا بأنها ستكون المتضرر الأكبر إذا ما دخلت أي جهة في حرب مع إيران لأننا أعلنا مسبقا أننا سندافع عن مصالحنا بكل ما أوتينا من قوة”.