ذكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن ليس لفرنسا أن تعتذر، أو تعترف بالذنب على الانتهاكات وعمليات التنكيل التي ارتكبتها القوات الفرنسية في حق الجزائريين خلال حرب التحرير. وأوضح ساركوزي المرشح لخلافة نفسه، في حوار لصحيفة ''نيس ماتان'' صدر أمس، بمناسبة جولته الانتخابية في مناطق جنوبفرنسا، أن ''العمليات العسكرية التي قامت بها فرنسا في الجزائر، والتي اتخذ قرارها من التراب الفرنسي، تمت تحت إمرة حكومة شرعية ومنتخبة ديمقراطيا''، وأضاف ''كانت هناك انتهاكات وفظائع ارتكبت من هذا الطرف وذاك (أي القوات الفرنسية وجيش التحرير). و''هذه التجاوزات والانتهاكات يجب أن تدان، ولكن ليس لفرنسا أن تعلن توبتها لقيامها بهذه الحرب''، واضعا بذلك أصحاب الحق والمحتلين على قدر المساواة. ورغم أن الخطاب انتخابي موجه لاستقطاب أصوات الحركى والأقدام السوداء، تحدث ساركوزي بصفته رئيس دولة، منسجما مع قناعاته التي عبر عنها في قسنطينة قبل سنتين، ومع أدبيات اليمين الرافض لمطلب اعتراف رسمي للدولة الفرنسية بجرائمها في حق ملايين الجزائريين وبقية مستعمراتها، ومكررا بلغة أخرى مقولة الرسميين الفرنسيين ''أنه ليس للأحفاد أن يعتذروا عما قام به الآباء''. وقال الرئيس الفرنسي ''إن الاستعمار ظاهرة تاريخية غير مرتبطة بفرنسا فقط، لقد مارستها كل القوى الأوربية التي قامت عبر قرون بإنشاء إمبراطوريات استعمارية، لقد كانت فرنسا قوة استعمارية. ولكن أي خطيئة ارتكبت فرنسا تساءل الرئيس الفرنسي: ''كونها قوة استعمارية أو قبولها بمسار إنهاء مسار استعمار الجزائر مثل بقية القوى الاستعمارية؟'' ليجيب بنفسه: ''لا يمكن لفرنسا أن تكون مذنبة بشيء ونقيضه''، أي الاستعمار والقبول بإنهائه، ''فرنسا تتحمل مسؤوليتها وفقط''. يقول الرئيس الفرنسي. وردا على سؤال حول وعوده الانتخابية التي أطلقها في 2007 بالاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية عن مأساة الحركى، قال ساركوزي ''إنهم (الحركى) كانوا فاعلين وضحايا في هذه الفترة من التاريخ الفرنسي، ولكنهم لم يكونوا الضحايا الوحيدين، لأن الجزائريين كانوا ضحايا بدورهم''.