جدّد حزب جبهة التحرير الوطني تمسّكه بمطالبة فرنسا، بضرورة الاعتراف بجرائمها التي ارتكبتها في حق الجزائريين طيلة فترة احتلالها للجزائر. معتبرا الاستجابة لهذا المطلب شرطا أساسيا لإقامة علاقات جادة تعيد الاعتبار لملفات ذاكرة الشعوب. وأوضحت جبهة التحرير الوطني عبر موقعها الإلكتروني، أنها ستبقى متمسكة بهذا المطلب الى غاية اقتناع فرنسا بحتمية اعترافها بجرائمها الوحشية التي اقترفتها في حق الشعب الجزائري من سنة 1830 الى غاية استقلال الجزائر سنة .1962 كما اعتبرت أن اعتراف فرنسا بجرائمها سيمهد لمرحلة أخرى تكمن في تعويض الضحايا والمتضررين من هذه الجرائم، لا سيما تلك المتعلقة بالقتل والتعذيب والتنكيل.. وغيرها. وأشار موقع الحزب إلى حتمية مواصلة جبهة التحرير النضال في سبيل تحقيق هذا المسعى، من خلال تنسيق جهودها مع مختلف التشكيلات السياسية والمنظمات والجمعيات التاريخية الأخرى، لتكوين تكتل سياسي قوي يجبر فرنسا الاستعمارية على الرّضوخ لمطلبي الاعتراف والتعويض. وأوضح أن بناء علاقات جادة بين الجزائروفرنسا، متوقف على حتمية مراجعة الملفات التاريخية المتعلقة أساسا بذاكرة الشعوب وجرائم الاحتلال. وفي السياق، أكد ''الأفلان'' استحالة التنصّل من هذه المطالب التاريخية الشرعية مهما سنّت الإدارة الفرنسية من قوانين ومراسيم وتشريعات تمجد تاريخها الاستعماري المخزي في شمال إفريقيا وتعيد الاعتبار لجلاّديها، الذين تفنّنوا في تجسيد مختلف أنواع القتل والتعذيب. واعتبر أنّ ذكرى يوم الهجرة المصادف ل17 أكتوبر الجاري، يعد محطّة هامة لتجديد الضغط على فرنسا للاعتراف بجرائمها ودفعها إلى التعويض المادي والمعنوي. حيث سيشهد هذا اليوم نشاطات تاريخية ومعارض ومحاضرات يشارك في تنشيطها الحزب إلى جانب شخصيات تاريخية وجامعية. ويذكر أن تجديد جبهة التحرير الوطني تمسكها بضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها، جاء تزامنا مع دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، تركيا، إلى الاعتراف بإبادة الأرمن. وكان ساركوزي قد صرّح خلال زيارته الجزائر عام 2007 عندما كان وزيرا للداخلية، أن ''الأحفاد لا يمكنهم أن يعتذروا عما ارتكبه الآباء.