بدأنا إجراءات الدعوى القضائية ضدّ مارين لوبان بتهمة ''التشهير'' كشف الدكتور أحمد جاب الله، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، أنّ هيئته تعتزم رفع دعوى قضائية ضدّ زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بتهمة التّشهير. أكّد رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا في تصريح ل''الخبر''، أنّ الحملة الأخيرة لليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان، ضدّ الاتحاد واتهامه بالتّشدّد والتطرف تدخل في سياق الحملة الانتخابية وتداعيات ما بعد أحداث تولوز. مشيراً إلى أنّ قيادات العمل الإسلامي في فرنسا كانت -منذ فترة- تخشى أن يكون الجدل حول الإسلام والمسلمين أحد مواضيع الحملة الانتخابية، خصوصاً وأن اليمين المتطرف جعل من هذه القضية ''موضوعا سياسيا في خطابه السياسي''. واعتبر الأستاذ جاب الله أن الأحداث الأخيرة -أحداث تولوز- أدخلت الأحزاب الكبيرة في سباق مع أطروحات اليمين المتطرف من أجل المزايدة، فنتج عن ذلك يضيف المتحدث ''التركيز على نقد المؤسسات الإسلامية وبالأساس اتحاد المنظمات الإسلامية'' انطلاقاً من أنه دعا إلى المؤتمر ''بعض المحاضرين الّذين صدرت عنهم مواقف - حسب السلطات الفرنسية- معادية للسامية ومواقف أخرى ضد حرية المرأة. واستنكر المتحدث موقف السلطات الفرنسية بمنع بعض الدعاة من الدخول على فرنسا للمشاركة في المؤتمر السنوي التاسع والعشرين ''الإيمان، الإصلاح والرجاء'' المزمع انعقاده في قصر المعارض بالضاحية الشمالية لباريس ''البورجيه'' ابتداء من اليوم وإلى غاية الإثنين المقبل، وكذلك اليمين المتطرف وبعض الأحزاب السياسية الكبيرة التي تعتبر أن دعوة هؤلاء في مؤتمر في فرنسا يمثّل، حسبهم، خطابا يدعو إلى الكراهية والعنف. وأوضح رئيس الاتحاد أن كل من ''الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، والشيخ عكرمة صبري مفتي القدس والشيخ محمود المصري والدكتور صفوت حجازي من مصر، والشيخ عائض القرني والشيخ عبد الله بصفر من السعودية'' سبق لهم الحضور والمشاركة سابقاً في مؤتمر البورجيه. معتبراً أنّ هذا ''إجراء سياسي في سبيل الحملة الانتخابية''. وكان وزيرَا الخارجية ألان جوبيه والداخلية كلود غيان أصدرَا الخميس الماضي بياناً مشتركاً قالا فيه إنه بأمر من الرئيس نيكولا ساركوزي اتّخذ قرارا بمنع رجل الدِّين الفلسطيني عكرمة صبري والسعوديين عائض القرني وعبد الله بصفر، والمصريين محمود المصري وصفوت حجازي، الّذين كان من المقرر أن يشاركوا في المؤتمر، من دخول فرنسا بسبب ما وصفه البيان ب''دعواتهم للكراهية والعنف التي تتعارض مع مبادئ الجمهورية''. وكان ساركوزي أعلن أنّ الشيخ القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين غير مرغوب فيه في فرنسا. وأعلن الدكتور أحمد جاب الله من خلال ''الخبر'' أنّ هيئته بدأت إجراءات رفع دعوى قضائية للمحاكم الفرنسية ضدّ زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بتهمة ''التشهير'' على اعتبار أن اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا مؤسسة قانونية عمرها 29 سنة، تعمل في إطار الشفافية الكاملة وفي ظلّ احترام القانون. موضّحاً أن الاتحاد ''استقبل كبار المسؤولين الفرنسيين وخاصة الرئيس الحالي عندما كان وزيراً للداخلية (مرّتين) وكذلك حضوره للمؤتمر سنة .2004 وكانت مرشحة حزب ''الجبهة الوطنية'' اليميني الفرنسي للانتخابات الرئاسية مارين لوبان، دعت يوم الجمعة الماضي، إلى منع انعقاد مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية المقرّر انعقاده ابتداء من اليوم وإلى غاية يوم الإثنين المقبل، كما طالبت بحلِّ الاتحاد. وقالت لوبان في بيان إنّها ''تطالب بمنع انعقاد المؤتمر في مدينة لو بورجيه. وبحلّ اتحاد المنظمات الإسلامية'' في فرنسا، وذلك بعد هجمات تولوز الّتي قام بها فرنسي من أصل جزائري وأدّت إلى مقتل 7 أشخاص. ورأت اليمينية المتطرفة أنّ قرار الحكومة يدل على أن ''المسؤولين في بلادنا يعتبرون اتحاد المنظمات الإسلامية قريباً من الإسلاميين إن لم نقل من الإرهابيين''. وشدّد الدكتور جاب الله على أنّ هناك دعاوى قضائية أخرى ستُرفَع ضدّ أشخاص آخرين إن ثبتت في حقّه تصريحات من قبيل التّشهير بالإسلام والمسلمين في فرنسا. وربط المتحدث بين تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا وحملة الانتخابات، مؤكّداً أنّها تشتد في فترة الأزمات الاقتصادية، كما أبدى أسفه من استخدام رجال السياسة لهذه القضية ''للتّرويج لنفسه انتخابياً''.