''الأدريلالين'' وخيط الجراحة ومواد التخدير ضمن القائمة أقارب المرضى يجلبون مواد التخدير من الخارج لإنقاذ حياة ذويهم تعرف العديد من المصالح الاستشفائية عبر الوطن توقفا شبه تام، خاصة المصالح الجراحية، بسبب الندرة الحادة في الأدوية الضرورية وحتى المستلزمات الطبية، تأتي في مقدمتها مواد التخدير و''الأدريلالين'' وحتى خيط الجراحة. الوضعية أدت إلى تأجيل العشرات من العمليات الجراحية لمدة تتجاوز في بعض الأحيان 6 أشهر. ولا تقتصر الأزمة التي تعرفها المستشفيات على المدن الكبرى التي تعرف ضغطا كبيرا، بل تمتد إلى مختلف المناطق، كما أكد مسؤولو نقابات اتصلت بهم ''الخبر''. وأشارت مصادر مسؤولة من وزارة الصحة إلى أن العديد من المصالح الاستشفائية لا تقوم حاليا إلا بالتكفل بالحالات الاستعجالية، أمام ما يعرف في أبجديات الطب ب''الحالات الباردة''، فتنتظر ساعة الفرج. وفي هذا السياق، قال محمد يوسفي، رئيس نقابة الأطباء الأخصائيين، في تصريح ل''الخبر'': ''أؤكد فعلا أن الوضعية صارت لا تطاق ويدفع ثمنها المرضى، فقد بلغتنا معلومات مؤكدة أن العديد من المصالح الاستشفائية في مقدمتها المصالح الجراحية، لا تقوم سوى بالتكفل بالحالات المستعجلة حتى لا تهدر ما تبقى لها من مخزون من بعض المستلزمات، كالمواد المخدرة وكواشف التحاليل الضرورية في العمليات، وحتى الأوكسجين''. وأضاف المتحدث: ''للأسف هذه الأزمة ليست جديدة، حيث نعاني منها منذ أكثر من سنة دون أن يتم إيجاد حلول نهائية، وبلغت مستوى دفع ببعض العائلات لجلب الأدوية المفقودة من الخارج لذويها''، حيث قالت مصادرنا إن من بين هذه الأدوية، خيط الجراحة والمواد المخدرة، كما يجري في مصلحة الجراحة العامة بمستشفى القبة بالعاصمة، حيث دفع سوء تسيير المخزون إلى توقف المصلحة عن التكفل بالعديد من الحالات والاكتفاء بالحالات المستعجلة. من جهته، قال مرابط الياس، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية: ''للأسف، الأزمة مستمرة، ومست حتى المصل، فتم تأجيل العديد من العمليات عبر الوطن، والمؤسف أن سوء تسيير ملف الأدوية واللقاحات جعل الجزائر تعرف تأخرا حتى في برامج الوقاية الصحية التي كانت في السابق قوة القطاع، حيث استطعنا، في السابق، بلوغ مستويات الوقاية التي اعتمدتها المنظمة العالمية للصحة، كتلقيح الرضع، البرمجة العائلية وغيرها. وهذه الأزمة المتواصلة تهدد بالعصف بكل هذه الإنجازات''. ولم يتردد المتحدث في القول إن سوء التسيير وراء الأزمة التي تشهدها المستشفيات. وتأتي تأكيدات المختصين الذين هم الأدرى بما يجري في أرض الميدان، متناقضة مع تطمينات الوزارة، التي ظلت تؤكد أن الأزمة محدودة جدا ولم تؤثر على عمل المستشفيات.