تحول الحديث عن سعر لحم الخروف بعدد من القصابات في عين وسارة إلى لغز في رأس كل من يشاهد اللافتات المعلقة على واجهة هذه القصابات بالشارع الرئيسي للمدينة، حيث إن السعر يتراوح بين 550 و600 دينار، في حين أن سعر لحم الخروف في باقي القصابات وعبر مختلف بلديات الولاية يتجاوز 850 دينار ويصل إلى 950 دينار. كشف موالون بالجلفة ل''الخبر'' أنه من المستحيل بهذا السعر أن تكون للجزار فائدة، خصوصا وأن سعر الخروف الذي يزن 20 كلغ بجميع الأسواق المحلية أو في ولايات أخرى يتجاوز سعره 20 ألف دينار، وبعد ذبحه وسلخه وتنظيفه يصل إلى 17كلغ، والنتيجة أن الجزار الذي يبيع الكلغ الواحد ب600 دينار ستلحق به خسارة كبيرة. وقد طرحنا نفس السؤال على الجزارين الذين اشتكوا من أن الظاهرة أثرت على نشاطهم، وأن الذين يشترون هذه اللحوم ليسوا تجارا من المنطقة وأن أغلبهم سكان الجنوب والشمال ولا يعرفون اللحم ولا يميزون جودته. ويؤكد محدثو ''الخبر'' أن هذه اللحوم إما أنها من ماشية مصابة ببعض الأمراض كالجنون أو بعض الأمراض الأخرى، أو أنها مسروقة، أو أنها ماعز وكبيرة في السن يتم بيعها على أنها لحم خروف، بعد أن يتم غسلها بماء الجافيل قبل تغليفها بشريط بلاستيكي شفاف لتظهر وكأنها لحم خروف من النوعية الجيدة. ويقول رئيس الغرفة الفلاحية ل''الخبر'' إن هذه اللحوم غير صالحة للاستهلاك، فهي إما مريضة أو ''مرنيز'' بمعنى أنها ضعيفة ولا طعم لها، وأن أسعار الماشية مرتفعة جدا، والسعر الحقيقي للحم الخروف لا يمكن أن ينزل تحت 900 دينار، وما يباع في بعض قصابات عين وسارة يبعث على التساؤل. من جهته، صرح مدير التجارة بالجلفة قائلا ''عرفنا هذه الظاهرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة وأسعار اللحوم لا تدخل ضمن السلع التي لا نملك السلطة على مراقبتها إلا أننا قمنا في إطار حملاتنا العادية بإحالة 24 ملفا على القضاء بسبب مخالفة عدد من الجزارين الشروط القانونية والصحية لعرض اللحوم أو غياب التأشير عليها من طرف البيطري المتخصص، مضيفا أننا قدمنا اقتراحات بغلق 8 قصابات وهنا تنتهي صلاحياتنا''. من جهته أوضح رئيس مصلحة البيطرة بمديرية الفلاحة وفي تصريحه ل''الخبر'' أكد أن الظاهرة محيرة وتبعث على القلق، مضيفا أن مصالح الفلاحة لها مسؤولية مراقبة اللحوم غير القابلة للاستهلاك كعدم مرورها على التأشيرات التي نملكها، وهي عبارة عن لونين الأحمر والأخضر. وعن إمكانية التزوير واستعمال التأشيرات المزيفة، كشف محدثنا عن إمكانية حدوث ذلك. بمقابل هذا، تكشف إحصائية رسمية تحصلت عليها ''الخبر'' من مذبح عين وسارة عن مفارقات كبيرة، حيث تم تسجيل ذبح 415 شاة و309 عنزة خلال 6 أشهر، وهذه الأرقام تكشف مدى الفوارق بين الأعداد الذبائح المعروضة التي تتجاوز المئات، والأخرى التي مرت على الطبيب البيطري داخل المذبح، وهو ما يعطي نتيجة واحدة أن هناك غشا وتلاعبا من بعض الجزارين الذين يلجأون إلى الذبح غير المرخص للماشية.