اعتبرت رئيسة مجلس الأعمال البريطاني الجزائري، لايدي أولغا مايتلاند، أن الجزائر مقبلة على تغيرات هامة خلال السنوات الخمسة المقبلة، مشيرة إلى أن البيروقراطية وغياب اتخاذ القرار في المجال الاقتصادي، أعاق تجسيد العديد من المشاريع الاستثمارية في السوق الجزائري. وأوضحت مايتلاند، في تصريح خصت به ''الخبر'': ''لقد تم تحديد 13 قطاعا هاما للاستثمار في الجزائر، مع تحديد أكبر الشركات البريطانية وأعرقها التي أبدت استعدادا للاستثمار بشرط توفير الشروط الموضوعية الأساسية وبمختلف الصيغ، سواء أكان ذلك شراكة مع المؤسسات الجزائرية أو استثمارا مباشرا''، مضيفا ''ما من شك أن السوق الجزائري يتضمن مزايا عديدة وهو واعد ولكن البيروقراطية ونقص أو غياب اتخاذ القرارات، يساهم في إعاقة تجسيد المشاريع ولكن أظل أؤمن بهذا البلد وإمكانية أن يحقق التغيير المأمول. فالجزائر في الخمس سنوات المقبلة ستتغير حتما ويتغير محيطها ونأمل أن نرى تكريس مبدأ اللامركزية للمساهمة في تسريع تجسيد المشاريع''. ولاحظت مايتلاند ''كل جزائري يعرف ماذا عليه أن يقوم به لتطوير الأمور ويتعين أن يدرك الجزائريون أيضا أهمية التعامل مع بلدان بحجم المملكة المتحدة والمكاسب التي تتيحها الشراكة مع شركات عالمية بإمكانها تقديم الخبرة والتكنولوجيا. والملاحظ أن الشركات تفضل العمل في أسواق شفافة وقواعد اللعبة فيها واضحة وأسواقها سهل الوصول إليها. وعلى العكس من ذلك، فإن هذه الشركات تنفر من الضبابية والتعقيدات البيروقراطية المرهقة وعدم اتخاذ القرارات''. وأشارت مايتلاند ''نبذل منذ 2005 على مستوى مجلس الأعمال البريطاني الجزائري جهودا لاستقطاب الشركات والمؤسسات البريطانية والتعريف بقدرات السوق الجزائري، وعليه قمنا بفتح مكتب بالجزائر وإقامة المقر بلندن وعمدنا إلى تغيير الصورة التي رسمت عن الجزائر، لأن الكثير في بريطانيا يجهلون الجزائر وواقعها وكان العامل الأمني هو الهاجس الأكبر، إضافة إلى الرؤية السائدة بأن الجزائر سوق فرنسي خالص أو على الأقل سوق فرنسي بالدرجة الأولى''. وأكدت مايتلاند ''خلال زيارتي لوهران قدمنا مقترحات لتطوير الصناعة الغذائية والحليب، وقدمت ثلاث شركات مستعدة لمساعدة الجزائر في تطوير القطاع وإقامة شراكة، كما تم تحديد فرص استثمار في البناء والبيئة من خلال ثلاث شركات بريطانية كبيرة وحددنا موعدا لها بالنسبة لمدينة وهران لعرض مقترحات عملية يمكن أن تشمل العديد من مناطق الجزائر ونفس الأمر بالنسبة للصحة، بعد أن تلقينا طلبا من السفارة الجزائرية لاقتراح شركات هامة لإقامة مستشفى هو الأول من نوعه وبطراز عالمي، وتم تحديد الشركة البريطانية التي أبدت استعدادا لتقديم الخبرة والخدمة على أساس مبدأ المفتاح في اليد واقتراح شراكة بين القطاعين الخاص والعام. كما اعتمدنا مبدئيا مشروعا تشرف عليه مؤسسة عريقة في بريطانيا هي ''أنترناشيونال هاوس'' لإقامة معهد كبير لتعليم اللغة الإنجليزية في الجزائر وضمان التكوين للمؤسسات والهيئات وتكوين المكونين''. وأشارت مايتلاند ''كانت هنالك تجربة ''نوتي بيني يونيفرسيتي'' التي قدمت مقترحات جدية وأصدرت تقريرا مفصلا، إلا أنه بعد أربع سنوات لم تتلق أي رد من السلطات الجزائرية. إضافة إلى ذلك هنالك مشاريع في السياحة، مع ارتقاب لقاء في ماي المقبل وزيارة لجمعية المرشدين السياحيين لتحضير جولة سياحية ومسارات سياحية في الجزائر، تليها زيارة لوكالات الأسفار الكبرى ومشروع لتطوير التكوين حول الاستقبال والإيواء وفنيات الضيافة، وهو أمر هام لتطوير السياحة في الجزائر وتطوير الخدمات التي تعتبر نقطة الضعف في هذا القطاع. فالجزائر يمكن أن تصبح وجهة سياحية جديدة، مع دخول المحترفين منهم البريطانيون''، مضيفة ''يجب أن يدرك الجزائريون بأن الأهم ليس في بناء الفنادق الكبيرة، بل في توفير فنادق صغيرة ومتوسطة بخدمات مقبولة وبمزايا هندسية ومعمارية خاصة بالبلد، تكون في متناول الأسر وتستقطب أعدادا كبيرة من السياح''.