أكد رئيس جبهة العدالة والتنمية، السيد عبد الله جاب الله، أمس بالجزائر العاصمة، أن البرنامج الانتخابي الخاص بتشكيلته السياسية سيكون نموذجا متميزا في مسيرة النضال السياسي في البلاد، موضحا أن حزبه على أتم الاستعداد لخوض الحملة الانتخابية التي سيتم تدشينها من ولاية تيارت. وأوضح السيد جاب الله خلال لقاء خاص بالمترشحين ورؤساء اللجان البلدية والمكلفين بمراقبة الانتخابات والقطاع النسوي في إطار تنشيط الحملة الانتخابية بالمقر الوطني ببوشاوي غرب العاصمة أن الجبهة تعي بكل وضوح المشاكل التي تعيشها الجزائر وهو ما ستتم معالجته عبر خطاب وصفه بالعلمي سيسلط الضوء من خلاله على مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والثقافية، وأضاف أن جبهة العدالة والتنمية ستثبت حضورها على مستوى كل الدوائر الانتخابية بالداخل والخارج، حيث دعا مترشحي حزبه إلى التواصل مع الجميع من أجل إقناع الناخبين بالتصويت بكثافة من أجل رفع قيمة هذه التجربة التعددية التي ستعرفها البلاد يوم ال 10 ماي المقبل. كما دعا إلى أهمية الاهتمام بالشق الرقابي للعملية لما يكتسيه من أهمية بالغة باعتبار أن مراقبة هذا الموعد الاستحقاقي الهام في الجزائر تبقى جد صعبة نظرا للعدد الكبير من مكاتب التصويت وعدد القوائم التي يبلغ متوسطها في كل ولاية 40 قائمة. كما أضاف أن التركيز خلال هذه الحملة سيكون على عدة نقاط جوهرية تراها جبهة العدالة والتنمية أولوية قصوى، كمحاربة البطالة وتوفير مناصب الشغل لفائدة الشباب وتنمية الوضع الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة. وقال المتحدث إن ''التكفل بالمشاكل التي يتخبط فيها الشباب تعد أولوية في برنامج حزبنا الذي يقترح حلولا واقية وملموسة تستجيب لتطلعات لجميع أبناء الشعب''. من جهة أخرى، دعا السيد جاب الله إلى مشاركة قوية ومكثفة خلال الاستحقاقات التشريعية المقبلة قصد ضمان بناء المستقبل السياسي للبلاد المستوحى من مثل أول نوفمبر 1954 ومن مبادئ الإسلام سيبنى في إطار تعاليم الديمقراطية الحقة. وحث السيد جاب الله مناضلي حزبه و''أبناء الشعب الذين يريدون التغيير'' على اختيار قوائم حزبه، معتبرا أن تشكيلته السياسية ''تستوفي الشروط المطلوبة من أجل النيابة عن الشعب''، كما رافع أيضا من أجل ''مشاركة مكثفة للجميع'' في الاقتراع لانتخاب من هم الأكثر كفاءة والأكثر قربا من انشغالات ومشاكل الشعب، معتبرا أن ''الجزائر بلد غني يعاني شعبه من الفقر''، داعيا إلى مشاركة مكثفة في الانتخابات التشريعية لإحداث التغيير المنشود ووضع حد للظلم الاجتماعي ودفع وتفعيل تنمية حقيقية''. وفيما يتعلق بالبرنامج السياسي لجبهة العدالة والتنمية، أوضح جاب الله أنه يضم مسألتين هامتين، الأولى تعني تكوين جيش جمهوري محترف باعتباره مؤسسة من مؤسسات الدولة، أما الثانية فتتعلق بجوانب التنسيق الحقيقي بين مختلف الجهات الأمنية المختلفة. كما قال بخصوص الجانب الدبلوماسي إن الدبلوماسية الجزائرية موجودة من أجل خدمة مصالح البلاد وأعضاء الجالية الوطنية المقيمة بالخارج. وفي رده على سؤال يتعلق بالحركة التصحيحية المنبثقة عن الجبهة والتي تم الإعلان عنها - مؤخرا -، نفى السيد جاب الله أن يكون الشخص الذي يقودها مناضلا في حزبه، مؤكدا على أنه ''من غير المعقول أن تظهر حركة تصحيحية في حزب لم يمر شهران على تأسيسه''. وحول ما يحدث في مالي قال المتحدث إن تشكيلته السياسية تندد باختطاف أعضاء الدبلوماسيين الجزائريين، واصفا هذا العمل بالظلم والعدوان والتطاول على السيادة الوطنية، داعيا إلى تكريس كل شروط الأمن والسلامة للمواطنين خارج الوطن. كما أكد موقف الجزائر الراسخ في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مع احترام سيادتها الترابية وسلامة مواطنيها.