لقيت فتاة تبلغ من العمر 20 سنة حتفها، مساء أمس الأول، عقب انهيار بناية متكونة من ثلاثة طوابق تقع بنهج مكي أورتلاني بقلب مدينة سكيكدة، فيما أصيب 9 آخرون بكسور وجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى المدينة من قبل الحماية المدنية. كشفت الأمطار المتساقطة أمس خطورة الوضع الذي آل إليه النسيج العمراني بمدينة سكيكدة القديمة، حيث عاش سكان الأحياء القديمة حالة من الهلع والفزع إثر انهيار بناية متكونة من ثلاثة طوابق بحي السويقة، وهو ما تسبب في وفاة فتاة، وجرح 9 آخرين من بينهم 6 من عائلة الضحية إلى جانب خسائر مادية كبيرة. وحسب شهادات السكان الذين تحدثت إليهم ''الخبر''، فإن الحادثة وقعت في حدود الساعة السابعة و27 دقيقة مساء، حيث سمع دوي الانهيار، وبعد تلقيها الخبر هرعت مصالح الحماية المدنية إلى عين المكان، حيث تم إجلاء سكان البناية ونقل الجثة إلى المستشفى، وقد قامت قوات الأمن بفرض طوق أمني على المبنى لتأمينه وحفظ ممتلكات العائلات المتضررة. وذكر السكان أنهم يعيشون يوميا في جحيم بسبب قدم العمارة والتي يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الاستعماري، حيث كانت مصنفة ضمن الخانة الحمراء، ورغم الشكاوى المتكررة للسلطات المحلية من أجل انتشالهم من الخطر المحدق بهم، إلا أنه لا حياة لمن تنادي على حد وصفهم. يذكر أن هذه الحادثة تأتي بعد سلسلة من الانهيارات الجزئية التي طالت العديد من البنايات القديمة والآيلة للانهيار في الآونة الأخيرة، والتي خلفت مقتل شخص بالإضافة إلى عمارات أخرى عديدة لا تزال تمثل خطرا على قاطنيها. وقالت مصادر محلية إن السبب في انهيار البناية راجع إلى عملية الحفر التي قام بها صاحب القطعة الأرضية التي كانت فوقها البناية المنهارة بغرض إنجاز بناية جديدة، غير أن عملية الحفر تكون قد فاقت المستوى المحدد لها، وعليه فقدت البناية المنهارة توازنها، فيما يرجح البعض أن تكون أسباب الانهيار لها علاقة بثقل آلة الحفر. وحسب البعض من المواطنين الذين كانوا بالقرب من مكان الحادث، فإنه من حسن الحظ أن العمال الذين كانوا يقومون بعملية الحفر غادروا المكان بدقائق قبل الانهيار، وإلا لكانت الكارثة في الأرواح. وقد فضل البعض من سكان البنايات المجاورة مغادرة سكناتهم خوفا من امتداد الانهيار إلى سكناتهم القديمة .