وصفت نعيمة عبابسة وضعية الفنان في بلادنا ب''الكارثية'' و''منتهية الصلاحية''، وأرجعت ذلك إلى غياب قانون يحميه ويكفل له ضمانا اجتماعيا ومنحة تقاعد محترمة، حيث ترى أن الاحتفال باليوم الوطني للفنان لا يكون إلا بإيجاد حلول لمشاكله، ورد الاعتبار للمكانة التي يستحقها في المجتمع، خلافا لما هو حاصل اليوم، قائلة ''نحن المهمشين لا نعتبر يوم 8 جوان يوما وطنيا للفنان، بقدر ما نعتبره يوم تهميش للفنان، ولاسيما في ظل التكريمات الاعتباطية التي تقام هنا وهناك، والتي تتناسى هؤلاء الذين اضطرتهم الظروف لممارسة مهن لا علاقة لها بالفن، لا لشيء سوى لكسب لقمة العيش، فكم من فنان صار سائق طاكسي؟.. وكم.. وكم.. وكم..؟''. وعكس نعيمة عبابسة التي عبرت عن تشاؤمها من الوضعية، فقد أبدى الممثل والكاتب المسرحي، لطفي بن سبع، تفاؤلا أكثر رغم تأخر المجلس الأعلى للفنون والآداب في سن قانون الفنان، لكن يعتبره الخطوة المبدئية التي تعد بخطوات موازية، خلال السنوات القليلة القادمة''. وأردف موضحا: ''أتمنى أن تتحسن الأوضاع تدريجيا، موازاة مع تنصيب هذه الهيئة القانونية (المجلس) التي يجدر بها أن تصب جل اهتماماتها حول انشغالات وتطلعات الفنانين دون سواهم''. ويرى العازف على آلة ''الموندول''، محمد روان، من جهته، أن الفنان هو الشخص الوحيد الذي بمقدوره تغيير الوضع القائم بالعمل وليس الكلام. وقال روان إنه لا يلوم المسؤولين على القطاع بقدر ما يلوم الفنانين أنفسهم ''فالفنان ينبغي أن يفرض نفسه أمام المسؤول، بقول نعم أو لا في الوقت المناسب''. وبالموازاة، أبدى المتحدث تفاؤله بتحسن وضعية الفنان في الجزائر، بغية ترقية الفن ومواصلة الدرب الذي سار عليه الفنانون القدامى، الأحياء منهم والراحلون، فضلا عن ضرورة اعتماد كل واحد منهم على نفسه.