دعا المدير العام للأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، أول أمس من سكيكدة، إلى ضرورة الحسم في قضية وجود الدولة الجزائرية، التي تحاول الكتابات الاستعمارية نكرانه قبل 1830. وعليه، طالب بتدعيم الأرشيف الوطني والمحلي بإطارات ذات مستوى عال، ومتخصصة في كتابة التاريخ. ألح عبد المجيد شيخي، في الملتقى الولائي الذي نظم بقاعة المجلس الولائي بسكيكدة، على ضرورة الاهتمام بمسألة الدولة، لتحديد هياكلها التنظيمية والقانونية وطبيعة وجودها السياسي في كل الأزمات والفترات حتى نصل، كما قال، بالتقريب إلى الإنشاء الإداري لهذه الدولة، للوقوف أمام محاولات إلغاء وجودها من بعض الكتابات التاريخية الأجنبية. وأوضح شيخي أن الأرشيف أصبح اليوم الركيزة الأساسية لتحديد هوية الدولة، في ظل تطوير وظيفة الأرشيف التي تتطلب قدرا من العلم والثقافة، لأنه يعدُّ الدليل الأول للباحث. ولهذا، يضيف شيخي، تحتاج هذه الوظيفة إلى مستوى ثقافي مقبول. كما أكد شيخي أن الوقت قد حان لكتابة تاريخ الجزائر وثورة التحرير، انطلاقا من الأرشيف، وتوفير الشروط والعوامل الضرورية للشروع في ذاك. وذكر عبد المجيد شيخي بأن قطاعه يسعى إلى ترقية وظيفة الأرشيفي، حتى يتمكن الأرشيفيون من العمل في ظروف ملائمة ومريحة، مشدّدا على أهمية دور الأرشيفي في المحافظة على الذاكرة الوطنية، المتمثلة خاصة في الوثائق بمختلف أنواعها، والإعداد العلمي لها لتسهيل مهمة الباحثين. من جهة أخرى، أشار المدير العام للأرشيف الوطني إلى وجود مشاكل تتعلق بالمصطلحات والمفاهيم التي يجب على المؤرخين والأرشيفيين الاتفاق عليها، وإعطاءها محتوى متناسقا، خاصة بالنسبة للمفاهيم المستعملة يوميا، حتى يكون للتاريخ المكتوب مصداقية، ويكون مفهوما على الورق.. وبمناسبة هذا الملتقى الذي حضره أساتذة من مختلف جامعات الوطن، قال شيخي إن مديريته بصدد إعداد ندوة حول موضوع تحديد الدولة الجزائرية وإثباث استمراريتها عبر العصور، وتليها ندوة ستنظم بالتنسيق مع وزارة التربية، تتمحور حول الأرشيفيين وأساتذة التاريخ. وقد استفادت من أشغال هذا الملتقى الإدارات المحلية التي تعمل على تحسين الأرشيف.