كشفت رئيسة الفيدرالية الجزائرية للمعاقين، عتيقة معمري، أن أخطاء التوليد بالمستشفيات والعيادات الخاصة تتسبب في إعاقة 35 ألف رضيع سنويا، حركيا وذهنيا، مبرزة أن أهم مشكل يواجه هذه الفئة نقص التأهيل الحركي، وعدم قبولها على مستوى المؤسسات التربوية. ذكرت المتحدثة، خلال ندوة صحافية عقدت أول أمس بفندق الميركور بالعاصمة، بمناسبة الاحتفال باليوم الإفريقي للطفل، أن عدم متابعة المرأة لمراحل حملها بانتظام وبشكل جيد وطريقة التوليد من بين أهم أسباب إعاقة الأطفال في الجزائر، وذلك بسبب الضغط الذي تعاني منه مختلف مصالح أمراض النساء والتوليد بالمستشفيات، لتشير إلى دراسة أجريت من قبل مستشفى بني مسوس، في السنوات الماضية، كشفت أن 8 رضع يصابون بالإعاقة أثناء الولادة من بين 1000 حالة ولادة. ويضاف إلى هذا العامل أسباب أخرى، حصرتها في حوادث المرور، والألغام في المناطق الجنوبية، والأمراض الوراثية بسبب زواج الأقارب، إضافة إلى الأطفال الذين يولدون خارج إطار الزواج ويتم إهمالهم، ما يجعلهم معرضين لمختلف الحوادث في الشوارع. وفي ذات السياق، أكدت رئيسة الفيدرالية أنه لا يتم التكفل بالأطفال المعاقين، حيث يواجه آباؤهم عدة عراقيل في ظل نقص الإمكانيات على مستوى المصالح المختصة، إلى جانب صعوبة الحصول على بطاقة الإعاقة من مديرية النشاط الاجتماعي بسبب ''بيروقراطية'' الإدارة، على حد تعبيرها. كما يعدّ مشكل النقل أهم عائق بالنسبة للأطفال المتمدرسين، الذين غالبا ما يتم رفضهم من قبل مديري المؤسسات التربوية، حسب رئيسة الفيدرالية، التي استشهدت بحالة طفلة مبتورة اليدين كان والدها قد طرح مشكل رفض المؤسسة التربوية تسجيلها بسبب إعاقتها الحركية، وتم حله بعد تدخل الفيدرالية ومفتش المؤسسة. من جانب آخر، قال رئيس شبكة ندى لحماية حقوق الطفل، عبد الرحمن عرعار، إنه لا توجد أرقام لعدد الأطفال المعاقين حركيا في الجزائر، مضيفا أن هذه الفئة لازالت تعاني التهميش ونظرة المجتمع القاسية، مع نقص الأطباء المختصين في التأهيل الحركي، ووجود مركز استشفائي واحد متخصص في إعادة التأهيل الحركي ببن عكنون بالعاصمة، لم يعد يغطي طلب جميع هذه الفئة. وتشير أرقام الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، إلى أنه يوجد 15668 تلميذ معاق حركيا، و4 مراكز خاصة بتكوين الشباب المعاق، حسب أرقام .2011 أما من الجانب النفسي لهذه الفئة، فقالت المختصة النفسانية بفرقة الأحداث لقيادة الدرك الوطني، بوكاولة زهرة، إن هذه الفئة تعاني اضطرابات نفسية، في ظل نقص الإمكانيات، إلا أن لها إرادة كبيرة وقدرات عقلية في تحقيق أحلامها، فهي متفوّقة في الدراسة، وتحتل دائما المراتب الأولى.