انطلقت، أول أمس، على أنغام فرقة الحضرة العيساوية لولاية سوق أهراس والصلاة والسلام على النبي حبيب الله، فعاليات الاحتفالية التكريمية المزدوجة لرحيل السيدة وردة وخمسينية الاستقلال، بدار الأوبرا المصرية، التي كرّمت وردة بعدما أفنت حياتها في إذكاء روح الكفاح الوطني، في ليلة بهيجة، امتزجت فيها مشاعر الحزن والفرح. اعتلت العيساوية مسرح قاعة دار الأوبرا المصرية، لتطرب جمهورها بوصلات غنائية على الطريقة الصوفية، بأغنية ''زادت الأشواق يا حبابي''، وبعدها تداول على المنصة عدد من المطربين أبدعوا بحناجرهم في غناء أشهر ما جادت به الراحلة السيدة وردة ''على الربابة أغني''، ''مالي وأنا مالي''، ''الوداع''، و''أنا من الجزائر أنا عربية''. وفي الختام ارتجّت القاعة بالتصفيق لفرقة العيساوية التي أبهرت الجمهور بإيقاعها ووصلاتها الغنائية والمديح على رسول الله، ونحن على أبواب شهر رمضان المعظم، كما شهد الحفل عرض فيلم تسجيلي يستعرض أهم المحطات الفنية في حياة الراحلة ووصولها إلى مصر وصعود نجمها في سماء الفن. وحضر الحفل عدد من الشخصيات العامة والفنانين، من بينهم نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، ولفيف من السفراء العرب والأفارقة والأجانب في مقدمتهم السفيرة الأمريكية بالقاهرة، ووزير الثقافة السابق محمد صابر عرب والفنانة يسرى ونبيلة عبيد التي لاتزال ملتحفة السواء حزنا على الفقيدة وردة، وكذا فيفي عبدو والموسيقار صلاح الشرنوبي والمطرب خالد سليم الذي خصص أغنية لوردة تكريما لروحها وغنائها للثورة المصرية. وعلى هامش الحفل، دشن سفير الجزائر بالقاهرة رفقة وفد من السلك الدبلوماسي، معرضا فنيا يعرض مسيرة وتاريخ الثورة التحريرية المجيدة وشهدائها الأبرار، عبر صور ووثائق تاريخية مخلدة للذكرى، من بينها صورة نادرة للزعيم الراحل هواري بومدين رفقة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والرئيس الروسي أيام حرب أكتوبر 1973، عندما طالبت الجزائرروسيا بإمداد مصر بالأسلحة. وبالمناسبة خصصت دار الوثائق القومية المصرية كتيبا يحمل عنوان ''مختارات من وثائق الجزائر''، جمعت فيه عددا من البرقيات والرسائل المتبادلة بين المسؤولين المصريين والجزائريين.