رفض زعيم التنظيم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، المصنف كأكبر حزب إسلامي في ليبيا، السيد محمد صوان، الاعتراف بالهزيمة التي مُني بها الإسلاميون الليبيون في أول انتخابات عرفتها ليبيا منذ أكثر من نصف قرن، وبالمقابل لم يتهم خصومه السياسيين بالتزوير والتلاعب بأصوات الناخبين، وإنما اتهمهم بالخداع وتضليل الرأي العام الليبي من خلال إدعائهم بأنهم مسلمون وإسلاميون مثلهم مثل الآخرين، أو من خلال التزامهم الخادع بالإسلام، حسب تعبيره. ونقلت وكالة ''رويترز'' عن محمد صوان إن ''زعيم التحالف الفائز في الانتخابات، محمود جبريل، الذي كان أول رئيس وزراء في ليبيا بعد اندلاع الثورة ضد نظام العقيد، كان حليفا لمعمر القذافي''، وقال إن ''جبريل لم يقدم نفسه للشعب الليبي على أنه ليبرالي، وإنما قدم نفسه على أنه صاحب مرجعية إسلامية، فكان مثله مثل بقية التيارات العلمانية في ثورات الربيع العربي، التي رفعت راية المرجعية الإسلامية فاستفادت من أصوات الإسلاميين ومن أصوات غيرهم في نفس الوقت''، ثم استطرد مؤكدا على أن الليبيين صوّتوا لجبريل باعتبار أنه إسلامي، وفي نفس الوقت صوّت له غير الإسلاميين بل وحتى المعادين للإسلاميين''، بل أخطر من هذا وصف محمود جبريل بأنه اختيار الموالين للقذافي. ورغم هذا الاعتراف ب''الخسارة المبررة''، فإن زعيم تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا، ما زال يأمل في حصد مقاعد ما يعرف بنتائج ''المقاعد المستقلة'' التي تعتمد، كما قال، على الاتصالات والمكانة الاجتماعية، والتي يرى بأنها تمثل امتدادا لهم، وهو ما يوحي بأن التيار الإسلامي ما زال يحلم بإمكانية تعويض ما خسره لحد الآن. من جهتها كشفت مفوضية الانتخابات الليبية أن النتائج الأولية أظهرت التقدم الكبير لتحالف القوى الوطنية، برئاسة محمود جبريل، أمام حزب ''العدالة والبناء'' في عدة دوائر بالشرق الليبي.