ارتفعت حصيلة ضحايا ارتفاع درجة الحرارة، منذ بداية موجة الحر، من 17 إلى 42 شخصا، أغلبهم من ولايتي أدرار وبسكرة، وبدرجة أقل الوادي وتمنراست. وبلغت مستويات درجات الحرارة، في بعض المناطق، 57 درجة. وفي المقابل تصاعدت الاحتجاجات بعدة ولايات، بسبب انقطاع التيار الكهربائي والماء الشروب، ما حوّل حياة سكان هذه المناطق إلى جحيم. موازاة مع تسجيل 37 حالة انهيار عصبي تسع وفيات جديدة في أدرار سجّلت المصالح الصحية بدائرة تيميمون، الواقعة على بعد 220 كلم شمال عاصمة الولاية أدرار، تسع وفيات جديدة، بفعل ارتفاع درجة الحرارة التي تجتاح المنطقة الشمالية من ولاية أدرار، والتي لم يسبق لها مثيل. سجّلت المؤسسة العمومية الاستشفائية بتيميمون هلاك تسعة أشخاص، منهم امرأة تعمل بأحد الحقول بقصر تاحتايت (05 كلم جنوب مدينة تيميمون). وذكر ابن الضحية، الذي تحدّث إلى ''الخبر''، وهو في حال يرثى لها، أن والدته تعرضت لضربة شمس، بعد أن مكثت في أحد الحقول التابعة لأحد الخواص، حيث تقوم بجني محصول التمور أكثر من 05 ساعات كاملة، فمال جسمها إلى التفحم، وأصيبت قبل وفاتها بارتعاش شديد ونزيف دموي حاد عبر الأنف، ثم لفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها إلى المستشفى، نظرا لتأخر الإسعافات، بسبب بعد المستشفى عن القصر. وكشف عدد من الأطباء، في تقريرهم من خلال دراسة أجريت بمختلف المؤسسات العمومية الاستشفائية بأدرار، أن أكثر من يتأثر بضربات الشمس هم الأطفال والمسنون، والمرضى، خاصة الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية. وحذّر الأطباء في تقريرهم، الذي تم إعداده تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة التي تجتاح هذه الأيام مناطق الجنوب، من خطورة الوضع، حيث لاحظوا، من خلال الكشوفات الطبية التي قاموا بها، ومعاينة جثث الضحايا، أن درجة حرارة جسمهم تفوق 43 درجة مئوية، ما يجعلهم يصارعون الموت. وطالب الأطباء، في تقريرهم، المواطنين بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، خاصة هذه الأيام التي بلغت درجة الحرارة ذروتها، حيث فاقت 57 درجة. ويتوقع الأطباء ارتفاع عدد الوفيات خلال شهر رمضان، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وكشف طبيب بمستشفى تيميمون أن ضربة الشمس من أشد أشكال الصدمات الحرارية، إذ تصل فيها حرارة الجسم إلى 1 ,43 درجة مئوية عند الأشخاص الأصحاء، وتودي بحياة المسنين. أما الناجون من ضربات الشمس المحرقة فقد يتعرضون إلى الانهيار العصبي، وفي هذا الصدد تم الكشف عن 37 حالة انهيار عصبي، منذ حلول فصل الصيف. أدرار: م. طواهرية جرح 4 أعوان أمن في احتجاجات على انقطاع الكهرباء موجة الحر تخلّف 15 ضحية في بسكرة ذكرت، يوم أمس، مصادر استشفائية ببسكرة أن مصلحة حفظ الجثث بمستشفى بشير بن ناصر بعاصمة الولاية استقبلت، منذ يوم الأربعاء الماضي وإلى غاية يوم الأحد، 15 شخصا لقوا مصرعهم بسبب الحرارة الشديدة التي تجتاح المنطقة منذ عدة أيام، والتي فاقت 50 درجة. وأكدت ذات مصادر أن جثث الموتى وضعت على الأرض طيلة يومين كاملين، تنتظر موعد التشريح الجنائي، نظرا لضيق طاقة استيعاب أدراج ثلاجة حفظ الجثث التي تتسع لأقل من 4 جثث فقط، رغم وجود إمكانية لمضاعفة طاقتها. وبخصوص حالات الوفيات فأكدت مصادر طبية أن الحالات تتعلق بوفاة مختل عقليا من حي العالية تعوّد المبيت في الشارع، وعجوز من زريبة الوادي، وآخر من حي الحوزة كان في حالة متقدمة من التعفن، ومسن توفي في نزل بوسط المدينة، وآخرين من دوائر أولاد جلال وطولفة وسيدي عقبة، حيث توفوا دون أن ينتبه إليهم ذووهم أو الجيران. وعن أسباب الوفيات ذكرت ذات المصادر أن جميعها تتعلق بكبار السن، وآخرين يقطنون بمفردهم. فيما لوحظ أن جلهم يشكو بعض الأمراض المزمنة، كالقلب والضغط الدموي، وعدم القدرة على التنفس، وانعدام الرعاية، وعدم التقيد بالنصائح الطبية، كتفادي ضربات الشمس وتناول كميات معتبرة من الماء لمقاومة العطش. وأرجعت مصادرنا أسباب الوفاة إلى الحرارة الشديدة التي تجتاح منطقة بسكرة، والتي تفوق 50 درجة، وتفاقمت بالانقطاع المستمر والمتكرر للتيار الكهربائي، الأمر الذي ضاعف من معاناة أصحاب الأمراض المزمنة الذين لم يستطيعوا مقاومة الحر الشديد. وفي سياق متصل، شهدت يوم أمس، عدة مناطق بولاية بسكرة احتجاجات وقطعا للطرق وأعمال شغب، بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، حيث أسفرت عن إصابة ما لا يقل عن 4 عناصر من الشرطة، وتعرض عدة مرافق ببلدية القنطرة للرشق بالحجارة. ولعل أبرز هذه الحركات ما عاشته بلدية القنطرة، الواقعة شمال عاصمة الولاية بنحو 60 كلم، حيث أقدم، ليلة أول أمس، مواطنوها على قطع الطريق الوطني رقم ,3 الرابط بين ولايات الشمال كباتنة والجنوب عبر بسكرة، على مستوى وسط البلدة وعند مخرجها الشمالي بالحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية المشتعلة، إذ استحال على أصحاب المركبات سلك هذا الطريق الحيوي، وأجبروا، في ساعات الليل، على التوجه نحو عين زعطوط الجبلية. فيما فضل أصحاب الحافلات والشاحنات المرور عبر بريكة، رغم بعد المسافة. علما أن المواجهات بين الطرفين استُعملت فيها الزجاجات الحارقة والحجارة والقنابل المسيلة للدموع، وانتهت في ساعة متأخرة من يوم أول أمس. الجدير بالذكر أن مصالح الأمن أوقفت 15 شابا، منهم 4 قصر، ووجهت لهم جرم تحطيم الأملاك العمومية. كما عرف الطريق الوطني رقم ,46 المؤدي إلى طولفة، ليلة أول أمس، قطع الطريق على مستوى قرية الزعاطشة بن بولعيد، بسبب الكهرباء أيضا، وانتهت بتدخل عناصر الدرك، الذين أقنعوا المحتجين بالعودة إلى ديارهم. بسكرة: ل. فكرون أكثر من 70 حالة إصابة بضربات الشمس 57 درجة تفرض حظر التجول بالجنوب فرضت موجة الحر الشديدة، التي تسود أغلب مناطق الوطن حاليا، وخاصة المدن الجنوبية، على غرار ورفلة، وحاسي مسعود، وتيميمون، وأدرار، وإليزي، والوادي، حظر التجول على المواطنين، بعدما وصلت، في بعض المناطق، إلى 57 درجة. بدت الشوارع شبه خالية في مدن الجنوب من حركة السير والمواطنين، في ساعات النهار، بسبب موجة الحر الشديدة التي اجتاحت أغلب هذه المدن، وألزمت السكان على عدم ترك منازلهم، خاصة مع التحذيرات من عدم التعرض لأشعة الشمس الحارقة. والتي أدخلت، حسب الحصيلة المستقاة من مستشفيات المدن الجنوبية، أكثر من 70 حالة إصابة بضربات الشمس، منذ ارتفاع درجات الحرارة، أغلبهم من العمال، وعدد من المصابين من الأمراض المزمنة من المسنين والأطفال، أدخلوا إلى المشافي لتلقي العلاج. وأدت موجة الحرارة الشديدة إلى انقطاع الكهرباء عن بعض مناطق الجنوب، مخلفة تذمر وسخط العديد من المواطنين. ومن المتوقع، حسب مصادر من مصلحة الأرصاد الجوية، أن تستمر درجات الحرارة المرتفعة على مدن الجنوب في اليومين القادمين، على أن يعود الجو إلى طبيعته، بدءا من الأسبوع القادم. وأدى الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة إلى موت العديد من رؤوس الأغنام، التي لم تتحمل موجة الحر الشديد التي تجتاح الصحاري الجنوبية، حيث ذكر العديد من البدو الرحل من صحراء ورفلة وإليزي والبرمة الحدودية، في تصريحات ل''الخبر''، أن أغلب الوفيات التي مست الماشية التي تكبدها هؤلاء أصيبت بنوبات مرضية مجهولة، جراء الارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة، أغلبها فارقت الحياة وهي تصارع الحرارة. حاسي مسعود: محمد علاء الدين تعزيزات أمنية خوفا من حدوث أي طوارئ سكان العلمة يحتجون على غياب الماء وانقطاعات الكهرباء سجل، يوم أمس، مقر دائرة العلمة بولاية سطيف احتجاجات واسعة من قبل عشرات المواطنين القاطنين في مختلف الأحياء الكبيرة، خاصة قوطالي وبورفرف وثابت بوزيد، احتجاجا على الوضعية السيئة التي يعيشونها، منذ حلول فصل الصيف. ومن بين أسباب الاحتجاج الغياب التام للمياه الصالحة للشرب عن الحنفيات، منذ فترة زمنية طويلة، لا تقل عن ثلاثة أسابيع، إضافة إلى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بسبب الضغط الكبير، حيث أكد هؤلاء المحتجون أنهم يعطون السلطات المحلية فرصة أخيرة لإيجاد حلول عاجلة لمشاكلهم، قبل الشروع في تصعيد الاحتجاجات، من غلق الطرقات، مثلما يفعله بقية المواطنين في الدوائر والولايات الأخرى، وهو ما جعل الكاتب العام لدائرة العلمة يسارع إلى استدعاء مسؤولي مختلف الهيئات الوصية، وهي مديرية المياه وشركة سونلغاز، إلى اجتماع عاجل للنظر في الطرق الكفيلة بامتصاص غضب المواطنين. وبدورها فإن السلطات المحلية حملت مسؤولية هذه الأزمة مباشرة إلى مديرية المياه بولاية سطيف، وذلك أن مصالح هذه الهيئة تخصص كمية ضئيلة جدا للمياه لصالح أكثر من 155 ألف نسمة، يقطنون في أكثر من 50 حيا عبر المدينة، ومضيفة أنه حصل اتفاق مسبق على ضرورة ألا تقل الكمية الممنوحة عن 24 ألف لتر مكعب يوميا، غير أن المديرية تراجعت عن قرارها، وتخصص فقط 4 آلاف لتر مكعب. واستدعت القيادات الأمنية بدائرة العلمة، أمام هذه التطورات، قوات مكافحة الشغب، خوفا من حدوث أي طوارئ في الساعات القادمة، وهذا بعد تهديد سكان حي قوطالي بالخروج إلى الشارع. سطيف: ع. خليل لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي آلاف الطلبات لقرض الإيجار للمولدات لفائدة الخبازين قال المدير العام لبنك الفلاحة والتنمية الريفية، السيد بوعلام جبار، أمس، من فالمة، إنه يتوقع أن يصل عدد الطلبات بالآلاف فيما يخص القرض ذا الصيغة الجديدة الموجهة للتمويل ''عن طريق الإيجار''، المندرج في إطار ''الليزينغ''، والذي سيستفيد، من خلاله، الخبازون من مولدات كهربائية، على أن يتم تسديده لمدة ثماني سنوات، وهذا لتفادي مشكلة انقطاع الكهرباء. وأضاف أن البنك باشر، منذ مطلع الشهر الجاري، استقبال الملفات، وقال إن الرقم سيتحدد بعد نحو ثلاثة أشهر. فالمة: م. أم السعد حالة وفاة بضربة شمس في خنشلة توفي، صباح أمس، شخص يبلغ من العمر حوالي 45 سنة، أب ل5 أطفال، بمستشفى قايس بخنشلة، بسبب تعرضه لضربة شمس أثناء نقل بضاعة من ولاية سطيف نحو ولاية خنشلة، في حين تم إصابة 60 شخصا، من بينهم مسنون وأطفال ومرضى مزمنون. وأرجعت المصالح الاستشفائية هذه الحالات إلى ارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها الولاية، خلال الأسبوع الماضي، والتي وصلت إلى 45 درجة مئوية. خنشلة: ط. بن جمعة احتجاجات متواصلة في الطارف بسبب الكهرباء تتواصل موجة احتجاجات قطع شبكة الطرق عبر بلديات ولاية الطارف، وأصبحت فعالة في تسوية انقطاعات الكهرباء وفتح شبكات توزيع المياه، وكأن الأزمة مفتعلة. وسجل يوم أمس الاحتجاج رقم 12، في ظرف أسبوع، بقريتي سيدي قاسي وسيدي مبارك في بلدية بن ميدي وبلدية بريحان، احتجاجا على التذبذب في الطاقة الكهربائية، حيث قام الغاضبون بقطع الطريقين الوطنيين 44 و84 أ، خاصة أمام حركة عشرات المصطافين من وإلى الشواطىء. وقبل يوم من ذلك قطع سكان قرية الفرين ببلدية عين العسل الطرق الوطني رقم 44 احتجاجا على أزمة العطش، ولذات الأسباب طوّق سكان حي 1300 سكن ببلدية الذرعان مقر الدائرة، في حالة غضب وهيجان على انقطاع المياه لمدة فاقت الأسبوعين. الطارف: أ. ملوك أزمة العطش تستفحل بتيبازة مواطنون بالشعيبة والقليعة يقطعون الطريق انتفض، أمس، سكان حي دريميني ببلدية الشعيبة في تيبازة ضد أزمة العطش، وقاموا بغلق الطريق الرابط بين بلديتهم وبلدية القليعة بالحجارة والمتاريس وجذوع الأشجار، مطالبين السلطات بالتدخل، من أجل وضع حد لأزمة العطش التي يعيشونها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، تزامنا وأزمة الحر. المحتجون أشاروا إلى أنهم حاولوا حل أزمة العطش بالطرق السلمية، من خلال مساعيهم مع الجهات المختصة، من أجل رفع الحظر الناتج عن جفاف حنفياتهم، والتذبذب الذين يعانون منه، منذ بداية السنة، غير أنهم لم يجدوا آذانا صاغية، ما حملهم على تنظيم حركة احتجاجية، للتعبير عن سخطهم من التذبذب في تزويدهم بمياه الشرب مع ارتفاع موجة الحر. وقد تدخلت مصالح الأمن في محاولة لفتح الطريق ومجاورة المحتجين، بعد أن تسبب الاحتجاج في شل حركة المرور عبره. تيبازة: ب. سليم