استقال النائب والوزير السابق للأشغال العمومية، عمار غول، رسميا من حركة مجتمع السلم، مستبقا اجتماعا حاسما، اليوم، لمجلس شورى الحركة، كان سيتوجه بالمساءلة لغول حول ''إشاعات'' تأسيس حزب سياسي، وألمح غول في استقالته إلى مبرر ''حياد الحزب عن خيار المشاركة''، وقال قيادي ل''الخبر'' بمقر الحركة أمس ''إن عضوين اثنين في المكتب الوطني قدما أيضا استقالتهما رسميا رفقة غول''. بدت تبعات استقالة القيادي عمار غول واضحة داخل مقر حركة مجتمع السلم، ولاحظت ''الخبر'' أمس انزواء رئيس الحركة أبوجرة سلطاني في مكتبه، رافضا أي تصريح صحفي بناء على قرار من المكتب الوطني التنفيذي، فيما انشغل مناضلون بتحضيرات لمجلس الشورى مرتقب انعقاده اليوم، وقد أدت استقالة غول وعضوين اثنين في المجلس الوطني إلى إحداث تغييرات في جدول أعمال الدورة، قياسا بأنها كانت ستتوجه بالسؤال لغول إن كان فعلا يحضر لإطلاق حزب سياسي جديد؟ وأفاد أحد القياديين في حركة مجتمع السلم بأن اثنين من الأعضاء في المكتب الوطني التنفيذي، قدما استقالتهما أول أمس، وهما محمد جمعة عضو المكتب الوطني المكلف بالشؤون الاقتصادية، وأحمد لطيفي عضو المكتب الوطني المكلف بالإدارة والمالية. وتشك حركة مجتمع السلم في وجود نوايا للاستقالة من عبد الحليم عبد الوهاب المكلف بملف الشباب والعمل الجمعوي، وأيضا كمال ميدة المكلف بالإعلام، وأفيد بأن هذا الأخير ''يمسك العصا من الوسط'' في انتظار اتخاذ موقف نهائي، والقيادي ميدة أحد الذين دافعوا عن خيار تأجيل مجلس الشورى المقرر عقده اليوم، وكان يأمل في نجاح وساطات دفعت بها الحركة من أجل إقناع غول بالعدول عن قراره. وعلمت ''الخبر بأن استقالة عمار غول الذي يستعد لإنشاء حزب جديد يسمى ''جزائر الجميع''، ضمنها إشارات لأسباب مغادرته حركة مجتمع السلم، بينها ''حياد الحركة عن مبدأ المشاركة''، إذ وضعت حمس حدا لمسار المشاركة الإيجابية مع السلطة منذ قرر مؤسسها الراحل محفوظ نحناح تبني هذا الخيار عام 1994 في ظل ظروف الأزمة الأمنية والسياسية التي كانت تعصف بالبلاد. وتحيل المبررات التي ساقها عمار غول لمشاركة منه وبعض القيادات التي تسانده في الحكومة المقبلة، كما أن إعلان الوزير السابق استقالته رسميا، تعد بمثابة ''ضوء أخضر'' من السلطة بأن التشكيلة الحكومية الجديدة على وشك أن تكون جاهزة، بعد قرابة شهرين ونصف من الترقب، وبذلك يكتمل مجددا تحالف ''الإسلاميين والوطنيين'' في حكومة يشاع أنها تحمل عددا كبيرا من الوزارات المنتدبة ذات التوجهات التقنية. واستقالة الوزير ترفع الحرج عن قيادات في مجلس الشورى الوطني، في دورته اليوم بالعاصمة، ويتوقع أن تتحول الأنظار نحو رئيس الحركة، أبوجرة سلطاني، في وجود مطالب غير معلنة من قياديين بضرورة ''عرض نتائج قيادته للتقييم''، ومن القياديين كثيرون ناقمون على حالة الانقسام التي يعيشها الحزب المقرب من ''الإخوان''. ويشكك محيط وفي ل:أبوجرة سلطاني، في جهات داخل السلطة يصفها رئيس الحركة في مجالس خاصة ب''ناكرة الجميل''، وقال قيادي مقرب من سلطاني إن الأخير ''يؤمن بوجود مؤامرة تستهدف الحزب واستعمل فيها غول''، ونقل نفس المصدر عن سلطاني قوله ''إنهم يتنكرون مثلما تنكروا للراحل نحناح لما حرموه من الترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2009 وقالوا إنه ليس مجاهدا''.