أحدث عمر غول زلزالا عنيفا هز به أركان حركة مجتمع السلم بتسليمه استقالته رسميا لمكتب حركة مجتمع السلم في اجتماع أول أمس، حيث صاحبت استقالته، استقالة كل من نائب المجلس الشعبي الوطني سابقا أحمد لطيفي وأحد مؤسسي الحركة محمد جمعة، ومن المتوقع أن تستقيل أيضا قيادات أخرى خلال اجتماع مجلس الشورى في دورته القادمة، جماعيا أو فرادى، في وقت أصبح من المؤكد بأن غول سيخصم من الرصيد النيابي للحركة نحو 17 نائبا وعضوا في البرلمان بغرفتيه. تحولت أقوال جماعة غول إلى أفعال داخل حركة مجتمع السلم، ونقلت مصادر قيادية أن أبو جرة سلطاني عاش ليلة مرعبة قبل يومين لما تناهى إلى أسماعه الإيداع الرسمي لكل من أحمد لطيفي وعمر غول لاستقالتيهما، في انتظار محمد جمعة الذي سبق واستقال من مكتب الحركة معنويا وابتعد عن النضال بشكل غير مسبوق في مسيرته النضالية مع ''حمس''. ومن بين ما يترتب عن استقالة أحمد لطيفي النائب حاليا عن ولاية سوق أهراس، استقالة عدد من النواب في الغرفة السفلى معه خاصة نائبا ولايته الفائزان باسم تكتل الجزائر الخضراء في التشريعيات السابقة، بالإضافة إلى نواب آخرين كانوا على القائمة التي قادها عمر غول في العاصمة إلى فوز تاريخي غير مسبوق . وتفيد المصادر أن النجمة الإعلامية السابقة نعيمة ماجر والنائب عبد الحليم عبد الوهاب والقيادي في المكتب الوطني كمال ميدة من أهم الأسماء التي ستودع استقالاتها للالتحاق بغول في وضعه السياسي الحالي إلى غاية تشكيل حزب سياسي جديد رسميا، بينما تقدر قيادات من محيط عمر غول إجمالي النواب وأعضاء مجلس الأمة الذين يحضرون لانشقاق رسمي عن حمس والالتحاق بصفوف المولود السياسي المنتظر، بنحو 17 نائبا، مما يجعلهم صوتا فوق صوت ''الجزائر الخضراء'' تحت قبة الغرفة السفلى. أما ما يترتب عن استقالة محمد جمعة، المرتقبة خلال الساعات القادمة، ألا تصدح جريدة البلاد بعد الآن باسم ''حمس''، بعد أن فعلت ذلك طيلة حياتها منذ ولادتها . هذا، وأسرّت مصادر أن عمر غول التقى خلال ال 48 ساعة الأخيرة، بطلب منه، رئيس مجلس الشورى عبد الرحمان سعيدي، ليشرح له أسباب مغادرته الحركة، ونقلت المصادر أن سعيدي، حاول إقناع غول بإصلاحات واستدراك داخل أطر الحركة، إلا أن لقاءهما لم ينجح في ذلك. وتوقعت المصادر أن يلتحق الحاج حمو نائب رئيس الحركة ومؤسس ورفيق المرحوم الشيخ محفوظ نحناح، بغول عما قريب، رجحت المصادر أن يكون ذلك خلال منتصف رمضان بمناسبة مأدبة إفطار جماعي سينظمها عمر غول على شرف قيادات كثيرة من الدولة وحركة مجتمع السلم، يُنتظر أن يعلن خلالها عن مسعاه لتأسيس حزب جديد بشكل رسمي. للإشارة، فإنه من المؤكد أن القيادات التي بقيت في الحركة لا تخرج عن عبد الرزاق مقري نائبا للرئيس، وسعيدي رئيسا لمجلس الشورى وزين الدين طبّال، بينما تحوم الشكوك حول رضوان بن عطا الله ونعمان لعور كأعضاء في المكتب الوطني، بينما ينسحب أمر الميول لعمر غول على المتبقين من القيادات البارزة، بالموازاة مع غموض شبه تام حول وضع الوزير بن بادة وميمون وخنافو والوزير الأسبق الهاشمي جعبوب.