لم تجد صحيفة ''التلغراف'' البريطانية، من وسيلة لاستفزاز الجزائريين، إلا من خلال ''ابتداع'' فكرة أن النشيد الجزائري يعد ضمن قائمة الأناشيد الأسوأ استماعا رفقة النشيد العراقي، من بين الدول ال205 التي تشارك في دورة الألعاب الأولمبية التي أعطيت إشارة انطلاقتها أول أمس. نشرت صحيفة التلغراف تقريرا، ليلة أول أمس، ذكرت فيه قائمة الأناشيد الوطنية الأسوأ استماعا أثناء عزفها خلال حفل افتتاح الدورة، وصنفت الصحيفة نشيد الجزائر في المركز الرابع، واصفة إياه بالعدائي إزاء دولة أخرى، في إشارة إلى فرنسا، فضلا عن تمجيده للمدافع الرشاشة والبارود. وأثارت الصحيفة البريطانية من خلال نشرها لهذا التصنيف ''المجاني'' و''الاستفزازي''، حالة استياء كبيرة لدى كل الجزائريين، وبالأخص الجالية الجزائرية المتواجدة في بريطانيا، التي طالبت الصحيفة بتقديم الاعتذار، بعد مساسها برمز من رموز الدولة الجزائرية. والظاهر أن الصحيفة التابعة لمجمع ''برانسوزيكس نيوز'' (مجمع كندي في الأصل)، أرادت من خلال هذا التصنيف ''الاستفزازي'' إثارة الفتنة في هذه الألعاب الأولمبية التي سخرت لها بريطانيا أموالا طائلة لإنجاحها، غير أن مثل هذه الخرجات قد تفسد العرس الأولمبي، بدليل أن الصحيفة وصلتها تهديدات من قبل العديد من الأشخاص. وطالب عدد من الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدولة الجزائرية بالتحرك إزاء هذه الخرجة غير المنتظرة من صحيفة تلغراف، مؤكدين في تدخلاتهم أن التصنيف ضرب في الصميم الروح المعنوية للثورة الجزائرية، باعتبار أن النشيد الوطني كتبه الشاعر مفدي زكريا داخل سجن بربروس في عهد الاستعمار الفرنسي بدمه، بعدما تم تعذيبه من طرف الجلاد الفرنسي في الزنزانة رقم 69 عام 1956، ولحنه الملحن المصري محمد فوزي. البريطانيون في تصنيفهم اللاأخلاقي تناسوا النشيد الفرنسي الذي يدعو إلى حمل السلاح، وتناسوا أيضا نشيدهم الوطني ''فليحفظ الله الملكة'' الذي يمجد بريطانيا التوسعية الاستعمارية، واكتفوا فقط بتصنيف النشيد الجزائري والعراقي من الأناشيد الأسوأ استماعا.