تبدي الأحزاب ذات التوجه الإسلامي في الجزائر تعاطفها مع قيادة حركة مجتمع السلم، التي تواجه انقساما داخليا، وتقول إن السلطة تقف مباشرة وراء ما يحدث في الحزب. بالنسبة لفاتح ربيعي، أمين عام حركة النهضة، شريكة حركة مجتمع السلم في تكتل الجزائر الخضراء رفقة حركة الإصلاح، فإن حمس ''تعد ضحية مؤامرة قوى في السلطة، ترفض وجود قوة منافسة بحجم التكتل''، وأضاف في تصريح ل''الخبر'' ''لقد أقلق التكتل بعض الأطراف، ولهذا تحركت في هذا الظرف لإضعافه عبر استهداف حمس''. وربط ربيعي ما تعيشه حمس، حاليا، وإفرازات نتائج الانتخابات الأخيرة، ''لأنه لو نجح التكتل لكان الوضع شيئا آخر، لو فزنا كان وضعنا سيصبح أحسن، وما كان هناك انشقاق. لقد أصبحت الانتخابات في الجزائر سببا للأزمة، وليس للحل والتغيير''. وعاد أمين عام النهضة، للتأكيد على أن ما أسماهم بالضالعين في التزوير هم المسؤولون عن فساد وتشويه الحياة السياسية، وزعزعة الحزب الذي يرفض الدخول في فلك السلطة ينشطر بأي طريقة. ونفى ربيعي أن تكون حركة النهضة مستفيدة من أزمة شريكها، فنحن أقوياء ب''حمس'' و''إصلاح'' قويين، مضيفا ''نؤمن بأن ''حمس'' أقوى من أي وقت مضى ونحن لها سند. وتابع ''ما تعيشه الحياة السياسية اليوم ليس حراكا، بل جمودا والأحزاب الجاري تجهيزها لا تعدو كونها إضافة أرقام جديدة وليست أحزابا، أنها تكريس لديمقراطية وتعددية الواجهة''. بدوره قال القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، إن يد السلطة واضحة فيما يحدث في حمس، وأضاف ''نحن لا نريد التدخل في الشؤون الداخلية لغيرنا من الأحزاب، ولكن ما خبرناه نحن أن السلطة إذا أرادت أن تكسر حزبا تحرك له من الداخل من يتولى العملية، أو ما أسماها بأدوات التكسير.. لقد عشنا هذا في حركتي النهضة والإصلاح''، في إشارة إلى عملية الانقلاب على عبد الله جاب الذي قاد الحزبين قبل الانشقاق. وتابع نائب جبهة العدالة والتنمية عن ولاية قسنطينة ''لا تريد السلطة أحزابا قوية، وخصوصا المستقلة في قراراتها، وكل من يخرج من هذا الإطار يكسر، وهذا ينسحب على حركة حمس''. وردا على سؤال ''الخبر'' حول استفادة جبهة العدالة من الوضع المستجد في حركة حمس التي شهدت انقسامها الثاني في ظرف سنتين، قال بن خلاف إن الساحة تستوعب الجميع، المهم أن تكون الأحزاب الجديدة مستقلة ليزوّر عليها، أو يزوّر لها، حسب قوله. وكان أمين عام حركة الإصلاح الوطني، حملاوي عكوشي، أعلن، قبل يومين، أن ما يحدث في حركة حمس حاليا غير بعيد عن مخابر السلطة.