عمادة الأطباء: يجب تحديد المناوبة في العطل المريض بين نار المستشفى واقتراب موعد الفحوصات كشفت تقارير رسمية بأن حوالي 60 بالمائة من الأطباء الخواص وجراحو الأسنان يتواجدون في عطلة إلى نهاية شهر أوت، بما يحرم المرضى من العلاج وإجراء الفحوصات اللازمة، والتوجه إلى المستشفيات والمصحات العمومية التي تفتقر هي الأخرى للعدد الكافي من الأطباء والممرضين. حذر مختصون من استمرار ''أزمة الصحة'' في كل صيف، والتي تتزامن هذا العام مع شهر رمضان، حيث تتزايد المضاعفات الصحية والإصابة بأمراض المعدة والإسهال بسبب تغير نظام الأكل والتسممات الغذائية. وقال رئيس عمادة الأطباء الدكتور محمد بقاط بركاني ل''الخبر'' بأن ''خروج أغلب الأطباء في عطلة في الفترة الممتدة من 15 جويلية إلى نهاية أوت أصبح مشكلة حقيقية، خصوصا في الولايات الداخلية والجنوب، حيث يحتاج المواطن فعليا للطبيب في غياب الخدمة الكافية للمؤسسات الاستشفائية الجوارية''. وتقدر نسبة الأطباء وجراحي الأسنان الذين يذهبون في عطلة بحوالي 60 بالمائة، وتبرز الأزمة خصوصا على مستوى جراحي الأسنان، حيث يرفض أغلبهم العمل، في حين يتحمل المواطن متاعب الألم، خصوصا مع تناوله لكميات معتبرة من الحلويات في رمضان. ويرى المتحدث بأن ''عطلة الأطباء الخواص أصبحت تتزامن مع شهر الصيام، ونحن طالبنا بأن يتم تحديد مناوبة في العطل، وأن يتفق الأطباء وجراحو الأسنان في كل ولاية أو بلدية على الأقل بتحديد جدول لخروجهم في عطلة، بما يضمن عدم توقفهم عن النشاط في فترة واحدة''. وأضاف الدكتور بقاط بركاني أن ''الأزمة لن تحل إلا بتحديد المناوبة، والتي لا يلزمها أي قانون، لأن العمل حر، وعلى مديريات الصحة أن تفكر فيه لتنظيمه على الأقل''. ويتطلب الوضع أن ''يكون التنسيق خصوصا في المناطق المحرومة والنائية، حيث لا يمكن أن يخرج 4 أطباء مختصون في أمراض النساء والتوليد في نفس الفترة مثلا، خصوصا وأن عددا كبيرا من المواطنين يرفضون العلاج في المستشفيات، ولا يتمكنون من الحصول على مواعيد فحص بسبب الضغط والاكتظاظ''. الأكثر من هذا، فإن مثل هذه الظروف تستدعي الشعور بأخلاقيات المهنة، من أجل تقنين الخروج في العطل، لعدم ترك المريض يعاني وحده وتتأزم وضعيته الصحية. من جهته، حذرت الشبكة الجزائرية لجمعيات الأمراض المزمنة من استمرار مثل هذه الوضعية، التي تتكرر كل سنة، من دون أن تتخذ أي إجراء تنظيمي. وقال عبد الحميد بوعلاق منسق شبكة جمعيات الأمراض المزمنة، بأن المريض في الجزائر يعاني بسبب هذه الظروف، مع العلم أن 38 بالمائة من الجزائريين يعانون من مرض مزمن على الأقل. وأضاف المتحدث ''هل يعقل أن نصل إلى حد استشارة صيدلي في الحصول على دواء بسبب خروج الأطباء في عطلة سنوية دفعة واحدة، وهو ما يشكل خللا في المنظومة الصحية الجزائرية، ويجب على وزارة الصحة أن تشرف على القطاعين العام والخاص لتوفير الخدمة الصحية اللازمة وتنظيمها''.