يعيش أفراد الجالية الجزائرية في ماليزيا أجواء رمضانية يصفونها ب''الباردة''، وهو ما يدفعهم للالتفاف ببعضهم البعض، حتى يعوّضوا ولو القليل مما افتقدوه في ديار الغربة، من أجواء روحانية وتقاليد اجتماعية. ويجمع الكثير ممن تحدثت إليهم ''الخبر'' على إطلاق هذا الوصف على أيام الشهر، حيث تتقاطع قناعاتهم بأنه لا بديل عن أحضان الوطن، يعوّض ذلك العبق الروحي والاجتماعي الذي يستشعره الشخص في الصيام. ومع هذا، استطاع أفراد الجالية الجزائرية تحدّي ظروف الغربة والبعد الجغرافي، وتمكنوا من التوفيق في تسجيل الضيوف الرئيسيين لمائدة الإفطار، الشوربة أو الحريرة والتمر والبوراك. يقول طاهر، وهو طالب جامعي بمدينة قدح الماليزية، إن دفلة النور الجزائرية في ديار الغربة تعدّ من الأصناف عالية الجودة والثمن، ومع هذا تكون في صدارة ما يفطر به الصائم الجزائري، سواء مع الحليب أو اللبن، ضمن التقاليد الغذائية الرمضانية للأسرة الجزائرية في ماليزيا. ولكون الجالية الجزائرية في ماليزيا أغلبها طلبة جامعيون، وهو ما يعطي الأجواء الرمضانية أوضاعا خاصة تختلف عن حال الجاليات المكوّنة من أسر، إلا أن ذلك لم يحل دون عثور الجزائريين على بديل للأجواء الأسرية، حيث باتت وجهتهم هي الجامعة الإسلامية العالمية، لقرب الأجواء الرمضانية هناك من الأجواء الجزائرية، بحكم الطابع الروحاني للجامعة. إلا أن اللافت والمميز فيما تعيشه الجالية الجزائرية تلك الحملات التضامنية فيما بين الأسر والطلبة الجامعيين وغيرهم من الأفراد، حيث أنه رغم ندرة عدد الأسر الجزائرية هناك، إلا أن هذا العدد القليل يساهم بقوة في تلطيف الأجواء الرمضانية للطلبة والأفراد، حيث أنه طيلة الشهر تقوم العائلات الجزائرية بتوفير، كل عطلة أسبوع يومي السبت والأحد، الأطباق الجزائرية بمختلف أنواعها، وهي الفرصة التي ينتظرها الجميع بشوق كبير، لأنه ببساطة يستشعر هؤلاء للحظات وكأنهم في الجزائر.