يؤكّد مقرئ ولاية تلمسان عبد الغني بلقاسم الذي شارك في المرحلة النهائية لمسابقة ''تاج القرآن''، في حديثه مع ''الخبر''، أن المسابقة تبقى في حاجة إلى العديد من التعديلات والمقترحات. نريد الحديث عن مسابقة ''فارس القرآن'' التي شاركت في مرحلتها النهائية؟ كانت المبادرة من سليمان بخليلي في صورة فارس القرآن، ثم قام ببيعها إلى التلفزيون الجزائري، وأضحت تحمل اسم ''تاج القرآن'' سنة 2010، وإن كانت المراحل والتصفيات التي مرّت بها هي نفسها التي مرّت بها مسابقة فارس القرآن. وقد شاركنا نحن ثلاثة متسابقين من ولاية تلمسان، في المسابقة سنة 2011، وكانت تلمسان الولاية الوحيدة على المستوى الوطني التي مُثّلَت بثلاثة مترشحين، وهذا يدل على أنّ هذه الولاية لها قدرات كبيرة في مجال تحفيظ القرآن الكريم لأبنائها. ما رأيكم في مثل هذه المسابقات الخاصة بتعليم القرآن؟ أعتبرها مبادرة تستحق التنويه والإشادة، لكن تبقى تنقصها العديد من الملاحظات التي من شأنها أن تحسنها. وقد قدّمت إدارة الشؤون الدينية على مستوى ولاية تلمسان العديد من المقترحات التي منها أنّ على المشارك في هذه المسابقة أن يكون حافظًا لكتاب الله، وهو ما لا تشترطه قوانين المسابقة التي تشترط فقط التجويد حتّى وإن كان لا يحفظ من كتاب الله إلاّ القليل، لذا فإن التاج الّذي يحصل عليه المجوّد ينقصه الحفظ الّذي يعتبر مهمًا، وهو ما نبّهنا إليه على مستوى اللجان الولائية أو الوطنية ولم تكن هناك استجابة. ماذا تقصد بقولك؟ يجب أن نلم بالقرآن الكريم من كلّ جوانبه، وليس الحفظ فقط، لأن الحفظ والتّجويد متلازمان. لاحظنا في التصفيات الولائية لمّا كنت عضوًا في هذه اللجنة سنتي 2009 و2010، أنّ الكثير من المتسابقين لا يحفظون القرآن، رغم أنّهم يحسنون التّجويد وهم لا يحسنون نطق بعض الكلمات، والتجويد في الأصل هو حسن نطق الكلمة كما نزلت في القرآن الكريم. هل تستوفي المسابقة هذه الشروط المذكورة مقارنة بالمسابقات الدولية؟ إنّ ما نلاحظه على المسابقات الدولية، أنّها تعتمد على حفظ القرآن الكريم والتّجويد، زيادة على التفسير وعلوم القرآن الأخرى، وهو ما نتمنّى أن تتوفّر عليه مسابقة ''تاج القرآن'' عندنا، فجائزة دبي الدولية أو الجائزة التي تنظّم من طرف الأقليات المسلمة في بلدان غير مسلمة تأخذ بعين الاعتبار هذه الملاحظات، منها أنّ الشرط الأساسي للمشاركة فيها هو حفظ القرآن الكريم، في حين أنّ الفائز بها في المرّة الأخيرة يستحق الفوز وهو من منطقة القبائل، التي تعتبر معقلاً من معاقل حفظ القرآن عكس ما يروّج له. لكن، أتعتقد أنّه بهذه الطريقة يمكن أن نضع القرآن في إطاره الصّحيح في بلد مسلم كالجزائر؟ لا شك أنّ الجهود قائمة، لكن ينبغي أن يكون الأمر شورى من أهل الاختصاص، لأنّه من غير المعقول أن تتبنى أطراف أخرى الفكرة، في غياب أهل القرآن، والجزائر مشهود لها منذ القديم بأنّها بلد أنجب العديد من حفّاظ القرآن من العلماء والقرّاء خاصة ولاية تلمسان المتاخمة للمغرب المشهور بعلمائه في هذا الميدان، ومن هؤلاء العلماء الجزائريين الذين ذكرهم المشارقة في كتبهم، خاصة إذا علمنا أنّ الجزائر تريد أن ترسّخ مرجعية خاصة بها لأنّ كلّ مدرسة من المدارس الإسلامية في هذا الميدان متميّزة عن الأخرى.