وقعت اشتباكات أمس الجمعة بين أنصار الرئيس المصري محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين ومعارضيه بالحجارة والعصي في ميدان التحرير بالقاهرة، سقط فيها عدد من الجرحى من بينهم اثنين بطلقات نارية. وأكد د.أحمد الأنصاري، نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية، تسجيل حالتي إصابة بطلقات نارية خرطوش، أمس الجمعة، بميدان التحرير، الأولى بالرقبة والثانية بالقدم اليمنى، وتم نقلهما إلى مستشفى المنيرة العام، وفقاً لصحيفة ''اليوم السابع''. وأوضح الأنصاري في تصريحات له وقوع 5 إصابات أخرى، بالميدان، تم نقل 2 منهم إلى مستشفى قصر العينى لإصابتهما بكدمة بالرقبة وتسمم، كما تم إسعاف 3 حالات إغماء عن طريق سيارات الإسعاف المتمركزة بالميدان، في حين لم يتم تسجيل أي إصابة بالمستشفيات. وفي السياق ذاته، اشتد النقاش بين المتظاهرين المؤيدين لتظاهرات الجمعة ضد ما وصفوه بالممارسات الإخوانية داخل المؤسسات الحكومية، وسيطرة فصيل واحد على المناصب القيادية، مرددين ''مدنية مدنية مش عايزينها إخوانية''. وردَّد المتظاهرون هتافات ''الشعب يريد إسقاط الإخوان''، و''بيقولوا إسلامية وهمَّ شوية حرامية''، و''لا لا للإخوان''، و''يسقط يسقط حُكم المرشد'' في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين. كما حملوا لافتات ''مصر حتفضل مدنية''، و''يا الله يا الله.. اسقط مرسي واللي وراه'' في إشارة إلى الرئيس المصري محمد مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، ومزقوا صوره، ما أدّى إلى وقوع تشابك بالأيدي بين المناوئين للإخوان ومناصرين لهم بمحيط مسجد ''النور'' بالقرب من ميدان العباسية. وفي غضون ذلك، طالب حزب الحرية والعدالة، في بيان أصدره أمس قوات الشرطة والجيش بالقيام بدورهما في حماية المتظاهرين سلميا ومنع أي اعتداء عليهم. ودعا الحزب كافة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة إلى ''تحري الصدق في كل ما يُعرض للعامة''، والتأكيد على دور الإعلام الرائد في بناء الوطن، داعياً أعضائه إلى عدم التواجد بالشوارع في فترة التظاهر ''إيماناً بحرية الرأي، ومنعاً لاستغلال بعض المتربصين للأحداث في الاعتداء على المتظاهرين''. وحذّر البيان من وجود فئات مندسّة أو الطامحين لعودة النظام الفاسد السابق تقوم بالاعتداء على أي من الممتلكات العامة والخاصة، أو الاعتداء على المتظاهرين سلميا ''حيث سيتم التعامل معها من قبل الأجهزة المسؤولة بالقانون وبما يضمن حماية أمن الوطن والمواطنين''، مشيراً إلى أن التظاهر السلمي حق لجميع المصريين، وأن الحرية كل لا يتجزأ وأن ثورة 25 يناير من أولى أهدافها حرية التعبير والرأي. وكانت قوات من الجيش المصري قد أغلقت ظهر أمس الطرق المؤدية إلى مبنى وزارة الدفاع، ونشرت فيها عدداً من المدرعات تحسباً للمظاهرة المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين، كما دفعت السلطات بقوات الأمن إلى المقر العام لجماعة الإخوان في المُقطَّم لتأمينه. ويذكر أن عدة قوى سياسية من بينها ''الإخوان المسيحيون'' تشارك في المظاهرات احتجاجاً على ما وُصف بهيمنة الإخوان المسلمين على السلطة، فيما رفضت أحزاب رئيسية مثل الوفد وتنسيقيات ناشطة مثل 6 ابريل التي لعبت دورا جوهريا في إسقاط مبارك المشاركة في مليونية ضد الإخوان، والتي لم يشارك فيها سوى المئات، اتهمهم الإخوان بأنهم من أنصار سيطرة العسكر على الحكم.