أوضحت مصادر من شمال مالي ل''الخبر'' أن قياديي حركة تحرير الأزواد سيجتمعون في الثامن من سبتمبر الجاري، بمنطقة أنافيف، بكيدال لوضع خريطة جديدة تحدد طبيعة العلاقة بين الأطراف المتنازعة، في البلاد، والعمل على التكتل ضمن جماعة تضمن فيها عدم ضرب مصالحها. وكشفت ذات المصادر عن اجتماع ''إسلاموي ليبيرالي'' ستعقده الجبهة الوطنية لتحرير الأزواد وجماعة أنصار الدين بأنافيف في كيدال المالية التي تسيطر عليها جماعة ''اياد آغ غالي''. ويأتي هذا الاجتماع المفاجئ بعد أن بلغ الصراع أوجه إلى درجة الاقتتال الذي شاركت فيه تسع فصائل، متخذة شمال مالي حلبة للصراع بينها من أجل فرض السيطرة. وقد دعا إلى هذا الاجتماع، حسب مصادر ''الخبر'' التي انتقلت إلى الحدود المالية، أمين العقلاء بمنطقة كيدال الشيخ انتالا أغ الطاهر الذي استدعى قادة أنصار الدين المسيطرة على الأرض والتي فرضت سياستها على المنطقة، للجلوس إلى طاولة الحوار مع زعماء الجبهة الوطنية لتحرير الأزواد، التي عرفت تقهقرا بسبب ''تحامل'' الجماعات الإسلامية عليها، خاصة ''جماعة الجهاد والتوحيد'' التي حاصرتها في مناطق معزولة. وقد جاء الاجتماع، حسب مصدرنا، في ظل مستجدات تشهدها مناطق شمال مالي التي تعرف هدوءا منذ أسابيع، أين حددت كل جماعة منطقة نشاطها وركنت إلى راحة مؤقتة، بعد أن خاضت معارك دامية أنهكت قواها، الأمر الذي نتج عنه تراجع ولاء السكان الذين ضاقوا ذرعا من التشدد الذي انتهجته بعض الجماعات التي حادت عن مسارها، فبعدما كانت تسعى إلى الاستقلال رفعت راية القاعدة وأصبحت سلاحا بيد ''الأعور''. وحسب مصادرنا، فإن تلك الحركات المسلحة الناشطة في المنطقة ''تسعى إلى خلق تكتلات تمكنها من تحقيق أهدافها بعد أن خاضت تجربة الحرب، واستوعبت كل جماعة نقاط ضعف وقوة الآخر، كما رسمت الحرب خريطة جيدة للمنطقة جعلت جميع الأطراف يعرفون المصالح المشتركة التي قد تجمعهم، في وقت أوضحت فيه مصادرنا أن هذا التكتل الذي سيجري في الثامن من سبتمبر، ليس إلا لتأمين الطرفين جانبيهما، مؤكدا على أنه لن يصل إلى الاتحاد، خاصة وأن منطلقات وأهداف الطرفين مختلفة، وهو السبب الذي جعل جميع الاجتماعات التي عقدها الفصيلان ''أنصار الدين وحركة الأزواد''، في السابق، تبوء بالفشل. والجدير بالذكر أن الطرفين يختلفان من حيث المعتقد والهدف في كون الأزواد جماعة ليبيرالية تسعى إلى الاستقلال عن مالي، في حين أضحت جماعة أنصار الدين الواجهة الفعلية لتنظيم ما يعرف ''بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، وهي الناطق الرسمي لها، كما أن أهدافها تتجاوز منطقة شمال مالي إلى كل من الجزائر وموريتانيا والنيجر.