قال علي العسكري، السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، ''إنهم واهمون من يقرأون في دخول حزبنا معترك التشريعيات المنقضية، بقدرة السلطة على زحزحة مواقفه ونجاحها في إدخاله في الصف''. وأعلن مشاركة حزبه في الانتخابات المحلية المقبلة وذلك لمواصلة نضال تشكيلته السياسية من أجل ''إرساء ثقافة السلم والحوار الهادئ''. وذكر العسكري أمس بالمسيلة أمام مناضلي حزبه، أن الأفافاس ''حزب ولد من رماد القهر وهو باكورة نضال جيل نوفمبري، وهو بالتالي عصي على أن تكسره أي سلطة''. وأبدى ''أسفه الشديد لما أسماه تكريس أساليب الحزب الواحد، وتمادي السلطة في تغييب إرادة الشعب''. وقال العسكري إنه ''بات من الواضح أن النظام الجزائري لا يملك إرادة التغيير، ولا يبحث عنها، والدليل عجزه عن توفير أدنى متطلبات العيش الكريم للمواطن، وإلا كيف يعجز عن إخماد نيران الحرائق ويظهر أنه لا يملك القدرة على حل معضلات الكهرباء والماء، في ظل ما يعيشه من بحبوحة مالية قل حدوثها''. ويعني ذلك، حسب تفسير العسكري، أن النظام ''يقتات من الفوضى وإطالة عمره من بقاء وقودها مشتعلة على كل الأصعدة''. وانتقد السكرتير الأول للأفافاس الإصلاحات الأخيرة، ووصفها ب''الخادعة وغير المقبولة ولم تنتج سوى مزيد من الفشل والتضييق على الحريات، والفوضى في العمل الحزبي''، مشيرا في ذات السياق إلى أن ''الأحلام وإن تبخرت بالفعل منذ بداية التسعينات وإلى اليوم في إحداث بديل ديمقراطي يرتكز على أسس العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وغيرها، فإن ما نشهده اليوم لا بد من القيام جميعا صفا واحدا لإحداث عملية الإقلاع وبالشكل السلمي الذي يضمن أيضا الانتقال نحو الديمقراطية، وتجنب الوقوع في ربيع عربي سوف يكون انتقاما ضد سلطة رفضت رغم كل التحذيرات أن تغير مشيها وظلت على مشيتها القديمة''. وأضاف العسكري أن دخول الحزب التشريعيات ''لم يكن طمعا في مقاعد في البرلمان أو الاستوزار في الحكومة، وإنما كان دخولا تكتيكيا لجس نبض الساحة السياسية، ونجاحنا يكمن في إخراج الحزب من دائرة الجهة الضيقة ليكون حزبا وطنيا بكل المقاييس''.