مئات التلاميذ دون منح ولا كتب مدرسية بسبب عراقيل بيروقراطية يعقد اليوم وزير التربية جلسة عمل مع مديري ونقابات القطاع، لتقييم الدخول المدرسي، حيث سيتم مناقشة ظروف استقبال التلاميذ ومختلف المشاكل التي تم تسجيلها، لاسيما الاكتظاظ الذي انتقل إلى الابتدائيات، حيث تم ''إقحام'' أكثر من خمسين تلميذا في نفس الحجرة في ولايات عديدة كالجزائر والمسيلة والأغواط والجلفة. يشرع وزير التربية رسميا في تسيير شؤون قطاعه، حيث استدعى اليوم مديري التربية من جميع الولايات وكذا المفتشين العامين والشركاء الاجتماعيين، لتشريح الدخول المدرسي، في ظل المشاكل التي تعرفها بعض المناطق وكانت وراء عدم التحاق التلاميذ بالمؤسسات التربوية لغاية اليوم. وقال رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية التابعة لنقابة ''السناباب'' لعموري لغليظ ل''الخبر''، إن الوزير الجديد، مطالب بمراجعة الإصلاحات التي باشرها القطاع منذ سنوات، بالنظر إلى المشاكل المتراكمة التي نتجت عنها، واستدل في هذا الإطار، بالمحفظة المدرسية التي تحولت إلى كابوس للأولياء والتلاميذ على حد سواء. وانتقد محدثنا الحلول ''الترقيعية'' التي لجأت إليها وزارة التربية في وقت سابق لمعالجة المشكل، على غرار تخصيص درج لكل تلميذ داخل القسم، حيث قال إن ذلك مستحيل، بدليل أنه لم يطبق لحد الآن، وتعتزم النقابة، تقديم مقترح في هذا الشأن إلى وزير التربية، تطالب فيه بتقسيم الكتب إلى ثلاثة أجزاء لكل فصل، لتخفيف وزنها، على أن يتم العمل بهذا الاقتراح بداية من العام المقبل. وحسب لعموري، فإن إصلاحات بن بوزيد في شقها المتعلق بمنحة التمدرس، لم تشمل جميع المعوزين، مؤكدا أن عددا كبيرا من التلاميذ لم يقتنوا الكتب المدرسية لحد الآن، بسبب عجز أوليائهم عن دفع ثمنها، من جهة، وعدم استفادتهم من منحة ال3 آلاف دينار، نظرا للعراقيل ''البيروقراطية'' المسلطة عليهم والإجراءات الإدارية التعجيزية، حسبه. واستشهد ممثل الاتحادية بالمغرب، الذي جسد فعليا مجانية التعليم على أرض الواقع، حيث يستفيد نصف التلاميذ المسجلين في المدارس العمومية أي ما يعادل مليون تلميذ من الكتب المدرسية مجانا في إطار مشروع المليون الذي تبناه هذا البلد. وبالنسبة للجانب البيداغوجي الذي ركزت عليه هذه الإصلاحات، فإنه في تراجع ملحوظ، بالنظر إلى المشاكل الاجتماعية والمهنية للأساتذة، التي تؤثر على أدائهم داخل الأقسام. وستتضمن لائحة مقترحات ''السناباب''، أيضا، معالجة ملف الأسلاك المشتركة، وكذا ''الإجحاف'' الذي تعرض له مستخدمو المصالح الاقتصادية من مقتصدين ونواب مقتصدين مسيرين، بعد أن حرمهم القانون الخاص من حقوقهم على غرار منحة الصندوق، حيث تطالب الاتحادية، حسب رئيسها، بتوقيع اتفاقية بين وزارة التربية والديوان الوطني للكتاب، من أجل إيجاد صيغة لتسوية وضعية هؤلاء ومعالجة المشكل. ليس هذا فقط، يقول لعموري لغليظ، فإن نقابته ستسلم وزير التربية أمثلة عن ابتدائيات تعاني من مشكل الاكتظاظ، كدليل على أن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على الثانويات، ولا بد من معالجتها جذريا، لتجنب انفجار وشيك، وغضب كبير في أوساط الأولياء، الذين لم يتقبلوا إقحام أكثر من خمسين تلميذا في حجرة واحدة لمعالجة الظاهرة. وأشار محدثنا إلى قسم السنة الأولى ابتدائي، حيث استدل بابتدائيات بالعاصمة والمسيلة والأغواط والجلفة.