لا حديث هذه الأيام في الدول العربية والإسلامية سوى عن الفيلم الأمريكي المسيء للرسول الكريم، والرسومات الكاريكاتورية الساخرة التي نشرتها مجلة ''شارلي إيبدو'' الفرنسية، لتتصاعد موجة الاحتجاجات الغاضبة، حيث تستعد عدد من الحركات الإسلامية والثورية المصرية للخروج، اليوم، في مسيرات حاشدة باتجاه مقر السفارة الفرنسية بالقاهرة، نصرة لرسول الله، بالرغم من محاولات الإدارة الفرنسية تطييب خاطر المسلمين، عكس ما حدث مع الجانب الأمريكي. ومن جهته، أبدى الداعية الإسلامي، يوسف البدري، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية، رفضه التام لمختلف أشكال التظاهر، ودعا إلى التحرك الدولي على مستوى محكمة العدل الدولية والأممالمتحدة، من أجل محاكمة هؤلاء المسيئين للرسول الكريم وردعهم. ما تعليقك على ردود فعل الشارع الإسلامي الغاضب على تداعيات الفيلم المسيء للرسول الكريم؟ هذه المظاهرات لا تجوز شرعا، والرد على مثل هذا الفيلم لا يكون بالاحتجاجات والنواح والعويل، وكان يجدر أن يكون الرد عمليا، وأن نذهب إلى هذه البلاد التي أساءت للرسول صلى الله عليه وسلم ونرفع قضايا ضدهم أمام محكمة العدل الدولية، ونطالب الأممالمتحدة بتجهيز ميثاق إضافي يحرم ويجرم الاستهزاء بالأديان، وطبع مطبوعات صغيرة مترجمة إلى لغات أجنبية، وتوزيعها على الشعوب في أوروبا وأمريكا، حتى تعي ما لا يليق بالإنسان وتتعرف على الإسلام دين السماحة والرحمة، وفي نفس الوقت لابد أن يكون لدينا اتحاد قوي لجميع الدول الإسلامية، وأن نقاطع المسيئين للإسلام اقتصاديا، حتى يردعوا ويكفوا عن الإساءة للرسول، لأن هذا سيعود بالخراب عليهم، ويجب علينا أيضا أن نمتلك أعلى الوسائل، وبالمناسبة أحيي القنبلة الإيرانية والباكستانية، ولو كانت جميع الدول الإسلامية على جانب من هذه القوة، لما كانت هذه الإساءات، لأننا سئمنا من لغة البيانات والشجب، ويكفي أن أمريكا لا يستطيع أحد معارضتها لما تمتلكه من قوة، وتقول إن مثل هذه الأعمال المغرضة حرية، وهذا كذب وافتراء، فهذه الدولة التي تتحدث عن الحرية تحرم التعرض لليهود والسامية وذكر محرقة النازيين، وإذا فعل أحد شيئا كهذا يحبسونه، وأقول لكل هؤلاء المسيئين ''إن غدا لناظره قريب''، وسوف يقوى المسلمون. وما المغزى من تمادي الغرب في إثارة مشاعر المسلمين، في رأيك؟ هم لا يريدون إثارة مشاعر المسلمين، وما يحدث اليوم هو بداية لحرب شنيعة منظمة نكاية في المسلمين، لأنهم يعرفون أن الإسلام قادم، والدليل العدد الكبير من الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام منذ أحداث 11 سبتمبر، والذي يوازي ما يقرب عدد الذين أسلموا خلال قرن من الزمن. وفي المقابل أدين بشدة حادث اغتيال السفير الأمريكي بليبيا، ودمه في رقبة أصحاب تلك المقالات مدفوعة الأجر التي أثارت هؤلاء الجماهير. وما هي الخطوة التي ستقومون بها في حال عدم استجابة الأممالمتحدة لمطالبكم؟ نحن نمثل 76 دولة مسلمة ولنا ثروات كثيرة من شأنها أن تجعلنا في مصاف الدول الكبرى، إلا أننا وللأسف الشديد مشغولون بشهواتنا وبطوننا، وملوكنا هم آفاتنا، وأقول لهم كفانا صياحا وهتافا، نريد العمل، ولو كان الأمر بيدي لقمت بحشد كل القوات والجيوش لنصرة رسول الله، لأن ألسنة المدافع وحدها المقبولة للرد على هؤلاء المسيئين المستهزئين بديننا الحنيف.