دعا وزير الخارجية، مراد مدلسي، المجموعة الدولية، إلى صياغة اتفاقية عامة ضد الإرهاب الدولي، تتضمن تعريفا واضحا لمفهوم الإرهاب، وفصله، وبوضوح عن الكفاح الشرعي للشعوب ضد الاحتلال، وتفادي اللبس والخلط بين هذه الآفة والأديان والحضارات ومناطق جغرافية بعينها. كما دعا مراد مدلسي، إلى انخراط الدول الأعضاء بمنظمة الأممالمتحدة، في تنفيذها الفوري، مؤكدا بأن محاربة الإرهاب لا يجب أن يستند على مجر القوة، وإنما يتطلب كذلك إدراج معالجة أسباب هذه الظاهرة، خاصة من خلال إيجاد حل عادل للصراع في الشرق الأوسط. وذكر الوزير في سياق متصل، أن الجزائر "التي عانت الأمرين طويلا من آفة الإرهاب الهمجي وتصدت له وحدها في تسعينيات القرن الماضي ودفعت ثمنا غاليا في ظل عدم اكتراث دولي، لا يسعها إلا أن تثمن وتحيي الوعي المتنامي يوما بعد يوم بالأخطار التي تحملها هذه الظاهرة وضرورة الوقاية منها والتصدي لها للقضاء عليها". وزير خارجية الجزائر، لدى تدخله، أول أمس، خلال المناقشة العامة للدورة الثانية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أبرز ضرورة رفض كل أنواع الخلط والالتباس الذي يربط بين دين معين أو معتقد ما، ومسؤولية آفة معينة، مع رفض الأطروحات التي تروج للخطاب الخطير المتضمن صراع الحضارات، معبرا عن أمل الجزائر في أن تنظم الأممالمتحدة خلال الأيام القادمة، حوارا على مستوى عال، حول موضوع "التفاهم بين الأديان والثقافات والتعاون من أجل السلم". وبخصوص قضية الصحراء الغربية، أكد مراد مدلسي، وهو يوجه كلامه للأمين العام لهيئة الأممالمتحدة، بان كي مون، أنه بالرغم من الجهود الفعلية التي بذلت من طرف المنظمة، فإن مسار تصفية الاستعمار لم يتنه بعد، خاصة قضية الصحراء الغربية كآخر حالة تصفية الاستعمار بإفريقيا، "التي يبقى شعبها محروما من حقه في تقرير مصيره الذي كرسته لوائح ومقررات الجمعية العامة ومجلس الأمن للأمم المتحدة". الجزائر على لسان وزير خارجيتها، أعربت عن أملها في أن المفاوضات بين الطرفين، المغرب وجبهة البوليزاريو، التي بدأت في جوان الماضي، واستأنفت في أوت المنصرم بنيويورك، ستسمح بالتوصل على إتفاق يطابق الشرعية الدولية، "وهذا يعني تمكين شعب الصحراء الغربية من تقرير مصيره بكل حرية ودون ضغوط عبر إستفتاء تقرير المصير". وذكّر مدلسي بأن الجزائر المتمسكة دوما بالبحث عن حل سلمي مطابق للشرعية الدولية، رحبت بإعتماد قرار مجلس الأمن يوم 30 أفريل الماضي، الذي يقضي بوضوح بضرورة إيجاد حل سياسي عادل ودائم يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي، راوده أمل حقيقي في الوصول إلى حل عادل لهذا النزاع بعد دعم مخطط السلام الذي إقترحه جيمس بيكر، المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة، بالإجماع من طرف مجلس الأمن، والذي وصفه بحق القرار رقم 1495 لسنة 2003 بالحل الامثل للنزاع. وحول الوضع بالشرق الأوسط، أكد مراد مدلسي، بأن المجتمع الدولي مدعو مرة أخرى للتدخل بحزم من أجل إرساء سلم عادل ودائم في المنطقة، على تطبيق خريطة الطريق والمبادرة العربية للسلام، مشيرا إلى أن الجزائر ترحب بالاهتمام المتجدد بمبادرة السلام العربية والتي تلاها إقتراح عقد مؤتمر دولي للسلام في هذا الخريف، "الذي أحيا الأمل للوصول إلى تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي العربي، ويبقى على المجتمع الدولي مساندته لتفادي فشل تكون عواقبه وخيمة على الأمن والإستقرار في العالم". جمال لعلامي