ساد الصمت أجواء المسرح الجهوي بقسنطينة، في ثالث ليلة من المهرجان الدولي للمالوف، في طبعته السادسة، لدى رفع الستار الذي ظهرت من خلفه فرقة ''طيور دجلة'' العراقية، بحلة مزركشة، تصوّر للناظر على أنها لوحة فسيفسائية فنية، سافرت بالجمهور إلى أعرق متاحف العالم التي تحفظ تراث حضارة وادي الرافدين، فكانت ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة. أطلت فرقة ''طيور دجلة'' التي بلغت عامها الرابع، على عشاق الفن الأصيل، بعد أن اجتمعت ما يقارب الأربعين امرأة ينشدن بصوت واحد، وبإحساس وشغف الحنين إلى الوطن، ما أوحى للحضور الغفير بأنهم يستمعون لسيمفونية موسيقية تراثية في أحد مسارح بغداد. وصدحت نسوة ''طيور دجلة'' خلال العرض المتميز، بأغاني التراث العراقي، وهنّ يرتدين الزي الهاشمي المصمم خصيصا للفرقة، حيث كانت النخلة التي تتصدره كرمز للعراق مطرزة تحيط بها ألوان زاهية، وكأنها تجسد ألوان الطيف العراقي. وجسدت عضوات الفرقة مشهدا متحركا وحيا، بتقديمن لعدة وصلات غنائية جماعية وفردية، بقيادة المايسترو علاء مجيد، على غرار ''وين رايح وين على شواطئ دجلة''، ''سلم عيونك الحلوين''، ''أحبك ولا أريد أنسا''، ''ادلّل عليّ''، إلى جانب ''جوز من هون''، و''ريحة الورد'' وأخيرا مزيج غنائي جميل للعديد من الأغاني بالعربية والكردية، وباللهجة المصلاوية، حيث كان التركيز على أغاني الثلاثينيات لناظم الغزالي وعفيفة اسكندر. وصفّق الجمهور القسنطيني إلى نهاية السهرة لفرقة ''طيور دجلة''، التي خاضت التجربة بدعم وإسناد من الجالية العراقية في السويد، حيث لم يكن، حسب تصريحات المايسترو علاء مجيد، لأي منهن صلة بالفن والموسيقى، إلى جانب عملهن وانشغالهن في مجالات مختلفة، مقابل ارتباطاتهن والتزاماتهن العائلية.