لدينا تحفظات عن مشروع ''تريبلي'' لتعويض الهوائيات المقعرة كشف الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر، السيد أزواو مهمل، أن الشركة تواجه ظروفا ومحيطا يعرقل تطورها في ظل منافسة تدعوها للتحرك كمؤسسة تجارية. وأبدى تخوفه من غياب مراقبة فعالة للسوق خاصة بالنسبة لأجهزة تشفير القنوات التلفزيونية والانترنيت، علاوة على السكانير المشفّر لمفاتيح الانترنيت الممكن استعمالها لارتكاب جرائم الانترنيت باسم زبائن الشركة. هل يمكن معرفة حصيلة الشركة خلال السنة الجارية؟ نحن بصدد إعداد الحصيلة، لم يتم تحديد الأرقام بعد، لكن أؤكد أنها إيجابية وتبقى متوسطة بالنظر للظروف التي تمر بها اتصالات الجزائر، من جهتي لست راضيا على ما تم تحقيقه. واعتبر أن نقطة الضعف في الشركة هي نوعية الخدمات والعرض، وهو مرتبط بالحمل ثقيل الواقع على عاتق الشركة المتمثل في قدم الشبكة، بالإضافة إلى عقلية البيروقراطية السائدة فيها في ظل محيط تنافسي يتطلب التفكير كمؤسسة تجارية. كما أن الإطار التنظيمي الجامد والثقيل يتسبب في التأخر في التنفيذ رغم الطلب المتزايد للزبائن، في وقت تلزم الشركة بتطوير شبكة الهاتف الثابت في إقليم وطني شاسع يحتاج إلى السرعة في تسليم الرخص، وهو أمر يبقى معرقلا. أين وصلت عمليات نشر وتوزيع أجهزة دائرة الربط المتعددة الخدمات المعروفة اختصارا ''أم سان''؟ لدينا في المجموع 900 ألف جهاز ''أم سان'' في الوقت الذي يتم استبدال عدد كبير منها لأنها قديمة. ونشرت اتصالات الجزائر 567 ألف جهاز من بين 700 ألف جهاز تم تسلمها مؤخرا، وتم توزيعها في 23 ولاية. كما يتم تجديد الشبكة المهترئة وعصرنتها في عمليات شملت وسط مدينة قسنطينة التي بلغت الأشغال فيها تقدما بنسبة 80 بالمائة، في حين ستصل 100 بالمائة في نهاية السنة. كما أن الأشغال في وهران والشلف نسبة 100 بالمائة، في حين تم بعث الأشغال في العاصمة. واعتبر أن هناك تأخرا في إقامة هذه الأجهزة بالنظر إلى صعوبات الحصول على المواقع الخاصة بها للتقرب أكثر من الزبائن وضمان نوعية أحسن وتدفق أكبر وتقليص استعمال أكبر قدر من الكوابل النحاسية المعرضة للسرقة. وهذا الإشكال مطروح على مستوى بعض البلديات خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية مثل المدن الكبيرة. ولتجاوز هذه العراقيل نفكر في إقامة ''أم سان مصغرة'' يمكن وضعها في مداخل العمارات مثلا أو المحلات. أطلقت الشركة من قبل مشروع القضاء على ظاهرة الهوائيات المقعرة في المدن وخصوصا على مستوى العمارات، أين وصل المشروع؟ أعتبر مشروع استبدال الهوائيات المقعرة بخدمات ''تريبلي'' التي تضمن البث التلفزيوني عبر الألياف البصرية وعرض باقة قنوات محددة مشروعا غير تنافسي في سوق غير مراقب. فالسكان يقبلون بشكل متزايد على أجهزة تشفير القنوات كونها ذات أسعار تنخفض باستمرار، في حين أن المشروع الذي تم تجريبه على مستوى اتصالات الجزائر يحدد قيمة الحصول على الخدمة بسعر يفوق 40 ألف دينار مع اشتراك شهري ب 3 آلاف دينار. من جهة أخرى، أرى أن عمليات بث قنوات تلفزيونية لها تبعاتها من حيث مسؤولية المحتوى، فاتصالات الجزائر ليست قناة تلفزيونية، بل متعامل يضمن خدمة الانترنيت والهاتف فقط وأقول اليوم لا لمشروع كهذا. وما يقلقني أكثر من هذا المشروع هو أجهزة التشفير التي تمكّن الحصول على الانترنيت عبر الأقمار الصناعية في سوق وطنية يصعب مراقبتها وهو أمر يقلص من القدرة التنافسية للشركة، كما أن الأخطر هو اكتشاف أجهزة السكانير في سطيف تمكّن من تشفير مفاتيح الواب والانترنيت المخصصة لزبائن اتصالات الجزائر. إن هذا الأمر خطير كونه يقلص من نوعية الخدمة الموجهة للزبائن، علاوة على أن الجهاز له تبعات أمنية تفتح المجال لارتكاب جرائم الانترنيت باسم عناوين إلكترونية خاصة بالزبائن، مما سيحمّل هؤلاء مسؤولية دون علمهم. وما الواجب فعله لاحتواء هذه الظاهرة؟ لقد أبلغنا السلطات المعنية بما فيها سلطة ضبط القطاع ما دامت الشركة لا تملك الصلاحيات للتدخل في هذا الأمر. هل بالإمكان معرفة مدى التقدم في الربط بالانترنيت والمشاريع المستقبلية للشركة ؟ هناك مشروع ربط كل بلدة وتجمع سكاني تعداده 1000 مواطن بالانترنيت. إن المشروع قيد التقييم على مستوى وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وتم تحديد آجاله بسنتين. كما نفكر في وجوب تجزئة وتفصيل الزبائن وفق حاجتهم في استعمال تدفقات الانترنيت. فلا يجب وضع على قدم المساواة بين من يحمل الأفلام والفيديو والبرمجيات وبين المستخدمين العاديين لهذه الخدمة، كما سيتم تقديم خدمة دفع فاتورة الانترنيت والهاتف في مكاتب البريد بعد عيد الأضحى، وسيتم تجريب العملية في خمس مكاتب بريد في البداية متواجد في درارية وبن عكنون وباب الزوار وبئر توتة، على أن يتم تعميمها على المستوى الوطني بعد شهر، أي قبل سنة .2013 كما نحضر لاستعمال الحساب الجاري البريدي لدفع الفاتورة في بداية ,2013 مع التفكير في دفع الفاتورة عبر الهاتف المحمول. وما موقع الهاتف من المشاريع المستقبلية؟ أعتبر أن الهاتف الثابت متجه إلى الاختفاء، وأن ما ينقذه هو استعمال الخطوط لإدخال الانترنيت. سبق أن تحدثت عن نوعية الخدمة وترقيتها، فهل يمكن تحقيق هذا الهدف دون تكوين؟ أعترف أننا أهملنا الموارد البشرية في الجزائر بتجاهل الاستثمار في التكوين. وفي الوقت الراهن أعتبر أن المشكل الأكبر الذي تواجهه اتصالات الجزائر هو علاقة عمالها وأعوانها مع الزبائن. وعليه، فقد تم برمجة عمليات استعجاليه للتكوين في مجال الاتصال مع الزبون. فلابد من خلق علاقة ثقة مبنية على قول الحقيقة وليس الاستخفاف بالزبائن. بالإضافة إلى التكوين سنقوم بإعادة تهيئة الفضاءات الخاصة بالزبائن لتحسين ظروف الاستقبال.