لم يختطف الشاب غيلاس حجو من قبل الجماعات الإرهابية، كما كان يعتقد العديد من الناس. فالضحية مات على أيدي أصدقائه الذين لا يتجاوز سن الأكبر منهم 21 سنة، ودفنوه يوم اختطافه بأحد شواطئ بلدية آيت شافع بتيزي وزو، غير بعيد عن أزفون التي ينحدر منها الضحية والجناة. في لقاء مع الصحافة بمقر المجموعة الولائية للدرك الوطني، الخميس الماضي، أكد الرائد يونس بوزكري، قائد كتيبة الدرك الوطني لتيفزيرت، أن مصالحه تمكنت، يوم الأربعاء المنصرم، من إنهاء لغز اختفاء غيلاس الذي تم اختطافه مساء يوم 18 أكتوبر. وأضاف المتحدث أن أحد المتهمين استعمل، يوم 21 أكتوبر، الشريحة الهاتفية للضحية، وهو ما مكّن مصالح الدرك من تحديد الخيط الذي أوصل، يوم الأربعاء الماضي، إلى توقيف متهمين من بين 3 بوسط مدينة أزفون، قبل أن يتم توقيف المتهم الثالث، زوال أول أمس الجمعة، المصادف ليوم العيد. ولدى استنطاق المتهمين، يضيف الرائد بن يونس، اعترفا باقترافهما للجريمة، حيث أنهما اتصلا بالضحية الذي يعرفانه منذ مدة طويلة لقضاء بعض الوقت. وفور التحاقه بهما، توجهوا به إلى بناية في طور الإنجاز، غير بعيدة عن وسط مدينة أزفون. وبعد إدخال سيارة الضحية إلى مرآب، انهالا عليه ضربا، وقاما بخنقه باستعمال حبل إلى غاية وفاته، ثم قاما بلف الجثة داخل كيس ونقلها إلى غاية أحد شواطئ بلدية آيت شافع المحاذية لأزفون، وقاموا بدفنها على بعد أمتار من البحر، حيث رافق المتهمان عناصر الدرك إلى الموقع، إذ تمت عملية استخراج الجثة التي تم نقلها نحو مستشفى تيزي وزو، ليلة الأربعاء، حيث تمت عملية التشريح، علما أن غيلاس تم قتله يوم اختطافه، وقام الجناة بالتخلي عن سيارة الضحية بعيدا عن مدينة أزفون، بغرض إخفاء آثار وموقع الجريمة، والمفاتيح والوثائق بداخلها. ويضيف مسؤول الدرك الوطني أن اليومين الأولين لم تظهر أي ملامح حول الجهات التي تقف وراء العملية، كما أن عائلة الضحية لم تتلق أي اتصال من الخاطفين مثلما جرت عليه العادة، حيث يطلب الخاطفون فدية نظير إطلاق سراح الرهائن. وفي رده عن سؤال ل''الخبر''، أكد المكلف بالإعلام بالقيادة العليا للدرك الوطني أن الفاعلين لا علاقة لهم بالجماعات الإرهابية، وليست لديهم سوابق قضائية من قبل ''بل هم شباب تتراوح أعمارهم بين 19 و21 سنة، وهم عمال بسطاء، لا تظهر عليهم ملامح الإجرام''. وعن السبب الذي يكون وراء عملية قتله، أكد الرائد بن يونس أن المتهمين أرجعوا الأمر لخلاف مع الضحية، بسبب سيارة لم يتفاهموا بشأن الصفقة عليها. وكان الاعتقاد السائد عند أغلب مواطني الولاية أن غيلاس حجو اختطفته الجماعات التي اعتادت استهداف أصحاب المال وأقاربهم بولاية تيزي وزو بغرض الحصول على المال، حيث وصل الحد لتنظيم مسيرة حاشدة يوم الأحد الماضي، للمطالبة بإخلاء سبيل الضحية دون قيد أو شرط، قبل أن تتمكن مصالح الدرك الوطني من إنهاء لغز هذه العملية، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل بخصوص الجهات التي تقف وراء عمليات الاختطاف التي بلغت أزيد من 80 حالة لولاية تيزي وزو منذ أواخر .2005 وقد تم تشييع جثمان غيلاس بأزفون بحضور مئات من المواطنين، تتقدّمهم وزيرة التضامن الوطني، السيدة سعاد بن جاب الله، التي تنقلت خصيصا لتقديم تعازي الحكومة لعائلة الضحية.