وصل المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس، أمس، إلى المغرب، في زيارة إلى المنطقة، الأولى من نوعها بعد سحب الرباط الثقة منه، منذ خمسة أشهر، وهي الخطوة التي فشلت فيها الدبلوماسية المغربية. وتأتي الزيارة أيضا، قبيل انعقاد مجلس الأمن، للنظر في تطورات النزاع في الصحراء الغربية خلال الشهر المقبل. يستقبل المغرب المبعوث الأممي على ''مضض''، بعد أن شن حملة واسعة ضد روس بهدف إقالته من منصبه كوسيط للنزاع في الصحراء الغربية، على الصعيدين الداخلي والدولي، حيث سافر محمد السادس شخصيا إلى فرنسا من أجل حشد الدعم في مسعاه، كما سافر وزير الخارجية المغربي إلى واشنطن، حيث التقى بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون، الداعمة للموقف المغربي في النزاع، غير أن كل هذه المساعي باءت بالفشل، إذ تمسك الأمين الأممي بان كي مون بمبعوثه وكان جوابه واضحا خلال المكالمة التي أجراها معه الملك المغربي في 25 أوت الماضي، عندما عاود مطالبته بإقالة روس، لكن بان كي مون جدد تمسكه بروس، ونفس الموقف عبرت عنه الولاياتالمتحدة التي رفضت أن ترفع يدها عن أحد أبرز دبلوماسييها. هذه المواقف، دفعت بالمغرب للتراجع عن موقفه وقبل بأن يواصل روس مهمته، كما قبل أن يستقبله مجددا. وكان المغرب اتهم روس بالاصطفاف وراء جبهة البوليساريو وتبني مواقفها، خاصة بعد التقرير الأممي حول الصحراء الغربية، الذي ناقشه مجلس الأمن في أفريل الماضي وصادق عليه. ويتهم المبعوث روس الرباط بالتجسس على قوات المينورسو في الصحراء الغربيةالمحتلة وعرقلة عملها والتضييق على النشطاء السياسيين الصحراويين، وهي الملاحظات التي لم ترق المغرب وتحركت إثرها دبلوماسيته وإعلامه بهدف إزاحته لكن فشلت في مسعاها. وذكر بيان للخارجية المغربية أن روس وصل إلى الدارالبيضاء أمس، وأوضح بأن ''هذه الزيارة تندرج في إطار المساعي الرامية إلى إعادة إطلاق المسلسل السياسي''، الهادف إلى إيجاد حل سياسي نهائي وتوافقي للنزاع في الصحراء الغربية. ولم يشر بيان الخارجية المغربية إلى تفاصيل الزيارة. وينتظر أن يزور روس بعد المغرب كل من مخيمات اللاجئين الصحراويين وسيلتقي بقيادات جبهة البوليساريو، وبعدها كل من الجزائر وموريتانيا وبعض الدول الأوروبية المنتمية إلى مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية. وتدوم زيارة روس إلى غاية 15 من الشهر المقبل، وهو يسعى إلى تهيئة الأجواء من أجل إعادة إطلاق مسلسل المفاوضات المتعثر بين المغرب وجبهة البوليساريو، وينتظر أن يرفع تقريرا إلى مجلس الأمن بعد انتهاء جولته. وقبيل زيارة روس للمغرب، أكد المقرر الخاص للأمم المتحدة حول التعذيب، السيد خوان مينديز، مجددا، أن السلطات المغربية تلجأ للتعذيب في حق الصحراويين، مبرزا أن المغرب ''لا يمكنه التأكيد أنه ألغى التعذيب''. وجاء تصريح مينديز خلال ندوة صحفية بمقر الأممالمتحدة، يوم الأربعاء الماضي، إثر عرض تقريره أمام اللجنة الأممية الثالثة المكلفة بالمسائل الإنسانية حول التعذيب في عدد من البلدان، من بينها المغرب التي زارها كما زار الصحراء الغربية من 15 إلى 22 سبتمبر الماضي. أما بخصوص مسألة توسيع عهدة المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان، فقال السيد مينديز إنه ''لا يملك حاليا رأيا محددا حول هذا الملف''، لكنه اعتبر أن المراقبة المستمرة تفيد أكثر من زيارة المقرر الخاص''.