أظهرت صور نشرتها منظمة هيومن راتس ووتش، حجم الدمار الذي لحق بتجمعات سكنية لأقلية الروهينغا المسلمة، إثر تجدد المواجهات الدامية بين المسلمين والبوذيين في مينمار، ما أسفر عن مقتل المئات ونزوح الآلاف. وعبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية ومقرها نيويورك، عن قلقها على سلامة آلاف المسلمين، حيث كشفت عن صور أخذت بالأقمار الصناعية، تظهر ''دمارا شبه تام'' لتجمع سكاني كانت تقطنه أغلبية مسلمة من كياوكبيو في ولاية راخين التي تشهد مواجهات بين البوذيين من عرقية راخين والروهينغا المسلمين الذين تعتبرهم الأممالمتحدة من أكثر الأقليات اضطهادا في العالم. وحسب هيومن رايتس ووتش، تم تدمير نحو ثمان مائة من المباني ومنازل القوارب في كياوكبيو يوم الأربعاء الماضي، ما أجبر مئات الروهينغا المسلمين على النزوح شمالا بطريق البحر إلى ستيوي عاصمة الولاية. وطالب فيل روبرتسون، نائب مدير المنظمة لشؤون آسيا، حكومة مينمار ''بسرعة توفير الأمن للروهينغا في ولاية أراكان (راخين) والذين يتعرضون لاعتداء وحشي''. وسبق لمتحدث باسم حكومة راخين أن أعلن، في وقت سابق، أن عدد القتلى في تلك المواجهات بلغ 112 شخص حتى يوم أول أمس، لكن في غضون ساعات من ذلك عدلت وسائل إعلام رسمية العدد إلى 67 قتيلا، من 21 إلى 25 أكتوبر، و95 مصابا ونحو ثلاثة آلاف منزل مدمر. من جهتها، أكدت الأممالمتحدة لوكالة الأنباء الفرنسية، صباح أمس، أن الآلاف من الأشخاص بدأوا يتدفقون على المخيمات المكتظة في العاصمة ستيوي. وفي نفس السياق، أوضحت فيفيان تان، المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين، بأنه ''تمّ إبلاغنا بوصول 3200 مهجر إلى مخيمات العاصمة''، فيما يحاول ''2500 آخرون الوصول إليها''. تجدر الإشارة إلى أن متحدثا باسم حكومة راخين وين ميانغ، أعلن عن وصول ثلاثة آلاف من الروهينغيا بحرا إلى ستيوي، لكن لم يسمح لهم بالتوجه إلى المخيمات، فأبعدوا إلى جزيرة قريبة. من جهتها، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، أول أمس، عن قلقها من النزاعات المستجدة بين الطوائف في ولاية راخيين بمينمار، مطالبة ''بوضع حد لها في أسرع وقت''.