اتخذت إيران وسوريا ترتيبات لمبادلة كميات من البنزين بوقود الديزل لتساعد إحداهما الأخرى في التغلب على العقوبات الدولية التي تمنع عنهما إمدادات الوقود التي يحتاجها الاقتصاد والجيش في كلا البلدين. وأظهرت بيانات لتتبع حركة السفن أن ناقلة من إيران وصلت إلى سوريا محملة بشحنة من الوقود وقال مصدر ملاحي يعمل في المنطقة إن إيران تسلم الديزل إلى سوريا مقابل البنزين. بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية توقفت فعليا تجارة سوريا في النفط والمنتجات المكررة بينما تواجه إيران صعوبة في بيع النفط الخام بعد أن خفض زبائن في أنحاء العالم مشترياتهم من طهران. ضاق الخناق على الاقتصاد السوري بسبب نقص الديزل الذي يستخدم في تشغيل المركبات الثقيلة والآلات الصناعية والزراعية. وانهارت قيمة الريال الإيراني في وقت سابق هذا الشهر في علامة على تزايد الضغوط على الحكومة وتراجع مبيعات النفط الإيرانية الي عدد من أفضل زبائن طهران. وأفادت البيانات والمصدر الملاحي بأن ناقلة نفط إيرانية تدعى هيلاري وصلت إلى ميناء بانياس قبل اسبوع وسلمت شحنة زنتها 34500 طن من زيت الغاز وهو مصطلح مستخدم في قطاع الطاقة للإشارة إلى الديزل. وقال المصدر الملاحي إن الناقلة انتهت من تحميل شحنة من البنزين بنفس الحجم في الميناء السوري ومن المرجح أن تتجه إلى إيران حيث ستقوم برحلة أخرى لنقل إمدادات الوقود التي يحتاجها البلدان بشدة. وبالرغم من أن البلدين كليهما من مصدري النفط إلا أنهما يفتقران لطاقة التكرير اللازمة لإنتاج أنواع معينة من الوقود. ونظرا لأن سوريا تضخ خاما خفيفا فهي تنتج كميات من البنزين والنفتا تزيد عن حاجتها مما يسمح لها بتصدير بعضها. وفي المقابل يسهل على طهران إنتاج أنواع ثقيلة من الوقود مثل الديزل من الخام الإيراني العالي الكبريت لكنها تحتاج للبنزين. ونتيجة لذلك فإن تبادل البلدين للوقود يلائمهما جدا. وحدث تبادل مماثل اثناء الصيف حين وصلت نفس الناقلة باسم مختلف إلى سوريا في نهاية يونيو حزيران وغادرت أوائل يوليو تموز لإكمال عملية المبادلة. وقامت السفينة في ابريل نيسان برحلة أخرى على الأقل ذهابا وإيابا بين سوريا وإيران بعد أن قطعت العقوبات الغربية المشددة تدفق شحنات روسية إلى سوريا