يتجه نجم حزب كديما الذي كان مهيمنا في إسرائيل الى الأفول في الانتخابات القادمة حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون قد تحل محله قوى سياسية جديدة أو قوى أعيد إحياؤها من يسار الوسط على رأس المعارضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتتوقع استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقرر اجراؤها في 22 يناير كانون الثاني فوز نتنياهو وتكتل ليكود اليميني الذي يقوده وإعادة ترتيب للحياة السياسية تعيد الحياة لحزب العمل المعتل كزعيم لمعسكر يسار الوسط القوي الذي يدافع عن قضايا داخلية مثل الاقتصاد ومواجهة دور المتطرفين دينيا في المجتمع الإسرائيلي. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب كديما الوسطي الذي تداول على زعامته إيهود أولمرت رئيس الوزراء السابق ثم تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة سيهزم. وأظهر أحدث استطلاع للرأي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية يوم الجمعة أن حزب كديما لن يفوز بأي مقعد في الانتخابات وهو انهيار مذهل لحزب كان يقود حكومة إسرائيلية حتى ثلاث سنوات مضت. يقول تامير شيفر وهو خبير سياسي في الجامعة العبرية بالقدس "إنهم ببساطة لم يقدموا ما يكفي للتعامل مع القضايا الراهنة ولم يتعرفوا عليها بشكل كاف ومن ثم اختفوا. الناس تبحث عن إجابات في أماكن أخرى. "لن تكون هنالك مفاجأة إذا اختفى الحزب تماما نظرا لقوة الدفع المستمرة لتراجع شعبيته." وسعى حزب كديما لتحقيق السلام مع الفلسطينيين بإصرار أكبر من إصرار التحالف اليميني الذي تزعمه نتنياهو ولكنه قاد إسرائيل إلى حربين في ثلاث سنوات في لبنان وفي غزة ثم فشل عندما كان في المعارضة في الاستفادة من الاستياء الشعبي بسبب مشكلة ارتفاع تكلفة المعيشة التي تحدت اليمين. والحزب الذي تشكل نتيجة لانشقاق معتدلين عن حزب ليكود قبل سبع سنوات تعاقب على قيادته ثلاثة زعماء في أربع سنوات ويقول بعض مؤيديه السابقين إنهم لم يعودوا متأكدين عما يدافع عنه الحزب. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين من الوسط يؤيدون قوة سياسية جديدة هي حزب "هناك مستقبل" الذي أسسه يائير لابيد وهو شخصية إعلامية بارزة والذي لفت الانتباه على المستوى القومي بتركيزه على هموم داخلية وكذلك على الأمن أو السياسة الخارجية. وقد يحصل لابيد على 15 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120. ومن المتوقع أن تنقل شيلي يحيموفيتش -الصحفية السابقة ذائعة الصيت والتي فجرت فضائح سياسية- حزب العمل ليحتل موقعه كثاني أكبر حزب في الكنيست بعد حزب نتنياهو بعد أن انتخبت زعيمة للحزب المنتمي ليسار الوسط. وفي الأسابيع التالية منذ أن أعلن نتنياهو عن الانتخابات المبكرة بدأ السياسيون في الخروج من حزب كديما بعضهم انضم لأحزاب أخرى. وخرج نحو ستة من البرلمان أو انضموا لحزب ليكود بينما لجأ آخرون لحزب العمل. وينقسم المحللون بشأن ما إذا كان لدى أولمرت قاعدة انتخابية تكفي لهزيمة نتنياهو حيث أنه لا يزال يواجه حكما في قضية فساد عقاري. وتتعرض ليفني للهجوم لفشلها في بناء تحالف في عام 2009 رغم أن كديما تفوق على نتنياهو وكانت لديه الفرصة الأولى لتشكيل حكومة. وأصدر زعيما كديما السابقان بيانا يوم الأربعاء يتعهدان بأنهما سيقاتلان للإطاحة بنتنياهو. لكنهما لم يحددا بعد ما إذا كانا سيخوضان الانتخابات. ولا يزال أمامهما أسابيع قليلة لاتخاذ القرار