قال بيير هالين، أول أمس، في محاضرة ألقاها في افتتاح الملتقى الدولي ''الحقول الأدبية واستراتيجيات الأدباء'' بمقر الكراسك بوهران، بأن ''باريس هي محطة إجبارية للأدباء الفرانكفونيين، الطامحين إلى نيل الشهرة والاعتراف وانتزاع جوائز أدبية، على غرار نوبل للأدب''. تطرق الباحث بيير هالين، من جامعة ميتز بفرنسا، في محاضرة حملت عنوان ''الحقل المحلي والحقل الشامل، الأدب الفرنكفوني.. الأنظمة الأدبية، الاستقلالية والتضاد''، إلى استراتيجيات الأدباء في سعيهم لانتزاع الاعتراف العالمي، بالانتقال من الحقل الوطني المحلي إلى حقل أوسع يتجاوز الحدود والمحلية، معتبرا أن الكتاب باللغة الفرنسية مجبرون على المرور بالمركز، أي العاصمة الفرنسية باريس، كمحطة لاستقطاب الأسواق الفرانكفونية وأوساط الترجمة وعالم النشر، وفي الأخير انتزاع الاعتراف بنيل جوائز أدبية عالمية، على غرار جائزة نوبل للأداب. وأشار المحاضر إلى أن نشر كتاب في مونريال الكندية أو بلجكيا أو في الوطن الأم، لا يمتلك فرصا كبيرة للنجاح إلا في حالات استثنائية. وتناولت دومينيك رانيفوزون، من جامعة ميتز بفرنسا، في السياق نفسه، مسارات أدباء أفارقة، على غرار الكونغولي ساني لابو تانسي وريمانانة الملغاشي في محاضرة ''نصوص لكتاب يعيشون التمزق.. خطورة محاولة إغراء الشمال والجنوب''، من خلال مسار ساني لابواتنسي الذي نجح في إنتاج أدب روائي يوفق بين رغبات ومعايير الشمال ومقتضيات وتقاليد المجتمع الإفريقي خدمة له، حيث استطاع توظيف معايير ومفاهيم عصرية غربية أو عالمية لتمرير محتوى يتناسب وآمال المجتمع الكونغولي، ما فشل في تكراره الكاتب ''ريمانانا'' من مدغشقر الذي حاول تقليد اسراتيجية لابو تانسي لولوج الأدب العالمي، لكنه بتأخر كبير على زمانه وانتهى به الأمر، حسب المحاضرة، إلى فقدان المعركة على الجبهتين الشمالية والجنوبية.