عاشت أمس، مدينة بواسماعيل في تيبازة، أحداث شغب وقطع للطرقات الوطنية والولاية وأزقة بعض الأحياء، كما اندلعت مواجهات عنيفة بين بعض شباب حي اللوز بالكتيبة العمارية وقوات مكافحة الشغب عند الشروع في هدم البيوت الفوضوية التي باشرتها السلطات المحلية. وشهدت شوارع المدينة اضطرابات كبيرة منذ الساعة السابعة صباحا، إثر إقدام السلطات المحلية المدعومة بالقوة العمومية على تنفيذ برنامج القضاء على 40 مسكنا فوضويا تم تشييده بطرق غير قانونية فوق عقارات عمومية تابعة لحي الكتيبة العمارية وبالأخص في منطقة اللوز التي أحصي بها 28 بيتا، بالإضافة إلى نقاط أخرى بحي الإخوة بلحاج فوق حي ''الباتوار''. وقد واجهت مصالح الأمن مقاومة عنيفة من طرف بعض الشباب بمنطقة ''الكاريار''، حيث قاموا بغلق الأزقة وإضرام النيران، كما وضعوا براميل معدنية من الحجم الكبير في الطريق، فيما قام بعضهم برشق عناصر الأمن بالحجارة، مما دفع قوات مكافحة الشغب إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع، ثم توسعت المواجهات إلى أن قررت السلطات المحلية التراجع وتأجيل تنفيذ العملية بسبب تضرّر سكان الحي من الغازات وتسجيل إغماءات وسط النساء وتلاميذ مدرسة كفتة، فيما باشرت حوارا مع بعض عقلاء الحي. بالموازاة مع ذلك، أقدم بعض الشباب على قطع الطريق الرابط بين بواسماعيل والقليعة عند نقطة ''الباتوار''، فيما قامت مجموعة أخرى بشل حركة المرور بوسط المدينة بشارع مشنتال، حيث استعملوا أكواما من الصخور وجذوع الأشجار والعجلات المطاطية المحترقة، وذلك لعرقلة وصول حملة الهدم إلى شارع الإخوة بلحاج ومناطق أخرى. واضطرت السلطات المحلية إلى تجميد العملية والمساهمة في تهدئة الوضع، كما سحبت الجرافات ومعدات مكافحة الشغب، فيما قامت مصالح الدائرة باستقبال ممثلين عن حي اللوز وطالبتهم بتكوين ملفات للاستفادة من إجراءات التسوية القانونية للبنايات بالنسبة للذين شيدوا منازل قبل سنة 2007، مبدية إصرارها على مواصلة العملية بعدما منحت لهم مهلة ثلاثة أيام إضافية. من جهته، أوضح رئيس دائرة بواسماعيل جيلالي طواهرية ل ''الخبر'' أن عملية الهدم تمت بعد عملية جرد وإحصاء دقيقة قامت بها لجنة مختصة، وما حدث اليوم عبارة عن حملة تشويش وعرقلة لبرنامج تطهير الأحياء من البؤر الفوضوية''.