دعا عبد الرحمن سعيدي، العضو المؤسس ل''منتدى الوسطية لشمال وغرب إفريقيا''، علماء ومشايخ الساحل ومالي خصوصا، إلى السعي لتجنيب المنطقة الحرب والانفصال. وقال سعيدي، وهو رئيس مجلس شورى حركة مجتمع السلم، في نداء موجه للعلماء في الساحل، إن الذين ''يدفعون نحو الحرب والتدخل الأجنبي في الساحل، إنما يفعلون ذلك من منطلق رؤية قاصرة للأزمة وقراءة سياسية مبتورة عن حقائق الواقع والتاريخ، ويعتقدون أن القوة والغلبة هي الوحيدة في فك النزاع، ولكن الحقيقة التي تقرها الشواهد والوقائع في عصرنا الحالي، أن الذي يملك قرار الحرب لا يملك معه قرار إيقافها''. وأوضح سعيدي أن الحلول المقترحة لفض النزاع والانفصال في شمال مالي، ''مقتصرة على المجال السياسي والدبلوماسي الضيق والحل الأمني والعسكري في الغالب، ولكن هناك سبلا أخرى يتعين علينا انتهاجها قبل فوات الأوان. ومن أبرز هذه السبل هو الحوار الهادف متعدد الأطراف ومد الجسور، واستغلال كل ما له علاقة بالنزاع من أجل إيجاد أرضية توافق وطني في مالي''. وتأسس ''منتدى الوسطية في غرب إفريقيا'' عام 2009 بموريتانيا، ويرأسه عالم الدين الموريتاني محمد الحسن الددو. والهدف من هذا الفضاء، الذي يجمع علماء وفقهاء وسياسيين، نشر الاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف بعقد ندوات واجتماعات في الساحل وغرب إفريقيا. وأفاد عبد الرحمن سعيدي، وهو إمام خطيب بمساجد البليدة، بأن العلماء بالمنطقة مدعوون إلى ''التحرك سريعا لإطلاق مبادرة شعارها: الحوار أولا والإنصاف والسلم نهاية''، داعيا المشايخ إلى أن ''تضعوا لمستكم ورؤيتكم للحل والخطوات التي يجب اتباعها لحل النزاع أولا، بتأجيل خطوة الحرب والتدخل الأجنبي في الساحل. وثانيا فسح المجال للحوار والإقناع وجلب الجماعات الانفصالية والجهادية لمائدة الحوار. وثالثاً إجهاض كل مساعي التأزيم والتيئيس أو استغلال النزاع في أجندة سياسية''.