يرى الدكتور أمين الزاوي أن الروائي الذي ينتمي إلى المخيال العربي والتراث الإسلامي، أو ما يعرف ب''فن النوازل''، يعرف ما معنى الحكي، في إشارة منه إلى أن ''هناك قطيعة في سلسلة الثقافة العربية، جعلتنا نعيش نوعا من المسخ والتشويه في الكتابة''. قال أمين الزاوي، أول أمس، لدى استضافته بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي في الجزائر العاصمة، إن روايته الجديدة ''لها سرّ النحلة''، الصادرة عن منشورات ''الاختلاف'' بالجزائر و''الضفاف'' ببيروت، هي رواية دفاع عن المرأة، الحب والحرية، كما أنها رواية نشيد الحرية، معقبا: ''وحين أقول نشيد الحرية، فإنه، في تصوّري، لا يوجد هناك قطيعة أو فصل ما بين الحرية والكتابة، فالحرية هي قوام الكتابة الأدبية والإبداعية''. ويعتقد الزاوي أن الكاتب الأصيل وفيّ لمجموعة من القيم والدفاعات والمواقف في الحياة والأخلاق والسلوك، مفسرا: ''رواياتي تنتمي إلى فضائي، فقد بدأت ب''صهيل الجسد'' (1985) التي تحدثت فيها عن الجنس، وهو ما يؤكد أن موضوع الجنس في كتاباتي ليس موضة، بدليل أن الرواية مُنعت وناشرها سُجن حين إصدارها''. كما يرى المتحدث أن الهاجس الأساسي في الكتابة هو الدفاع عن الحرية الفردية قبل الجماعية، مبرزا أن الدفاع عن الحرية الفردية هي أساس الدفاع عن الحرية الجماعية، ومنه، فإنه لا حرية جماعية دون حرية فردية، مع العلم أن المبدع، أيّا كان مجال إبداعه، هو الذي يختار هذه الحالات الفردية للدفاع عن حق الفرد، حتى يكون هو وليس الآخر، حسبه. وعاد أمين الزاوي إلى الحديث عن روايته ''لها سرّ النحلة''، بالقول: ''إنها رواية سردية، مؤججة بشهوة الحكاية التي من شأنها إمتاع القارئ''، قبل أن يتابع: ''لا يمكنني تصوّر رواية دون سرد، فالفن الكبير هو الفن السردي الذي يحترم الحكاية''. من جهة أخرى، أشار المدير السابق للمكتبة الوطنية الجزائريةالحامة، إلى أننا ''فقدنا الصلة مع شجاعة الأولين، مع الفقهاء والأئمة الأربعة، والتراث العربي الإسلامي أيضا''، في تلميح منه إلى أن ''الكتّاب العرب لو كتبوا بشجاعة البغدادي وابن رشد وابن هشام، على سبيل المثال، لحققوا الريادة في العديد من المسائل، خاصة ما تعلق بالجنس''، مردفا: ''أشعر بأن الروائي العربي مفصول عن تراثه، فهو يريد أن يكون مخنثا في الكتابة''.