حذرت إيران، أمس، من عمليات التصعيد في العلاقات التركية السورية، حيث أشار رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إلى أن إقدام حلف ''الناتو'' على نشر صواريخ على طول الحدود التركية السورية من شأنه ''رهن أمن المنطقة بأكملها''، مضيفا أن الزيارة الأخيرة التي قادته إلى كل من دمشق وإسطنبول كشفت عن إمكانية العمل على إيجاد تسوية للأزمة السورية: ''اقتربنا من وجهات نظر مشتركة حول الموضوع السوري''. وفيما دعا رئيس مجلس الشورى الإيراني المسؤولين الأمنيين في الدولتين لتكثيف الجهود من أجل تسوية الخلافات الثنائية، أكدت تصريحات رسميين أتراك عزم أنقرة على المضي قدما نحو تجسيد نشر صواريخ حلف الأطلسي لحماية حدودها، فقد صرح وزير الدفاع التركي، عصمت يلماز، أن الأيام القليلة القادمة ستشهد إصدار قرار يحدد الأماكن المقرر أن تستقبل الصواريخ، كما سيتم تحديد بقية التفاصيل المتعلقة بنشر صواريخ الباتريوت. وأوضح يلماز، في تصريحات صحافية، أن ''التحكم في صواريخ باتريوت سيتم عن طريق قوات حلف الناتو''، مضيفا أن ''مسؤولين في الحلف يجرون حاليا، بالتعاون مع مسؤولين في القوات المسلحة التركية، دراسة فنية من أجل حماية أوسع مساحة من تركيا''، كما جدد موقف بلاده بقوله إن ''مسؤولية حماية الحدود التركية السورية على عاتق الحلف''. في المقابل، قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إن ''ردود الفعل المنتقدة لطلب تركيا من الناتو نصب صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا، غير مبررة''، مؤكدا أنها تستخدم فقط في الأغراض الدفاعية. ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان تواصل الاشتباكات في العديد من المحافظات السورية، ما أسفر عن ارتفاع حصيلة الضحايا يوميا، فيما أكد معارضون أن جماعات معارضة مسلحة تمكنت، أمس، من السيطرة على مطار عسكري بريف دمشق، في تأكيد على استمرار تقدم جنود الجيش الحر المنشق. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن جماعات الجيش الحر المعارض نجحت في السيطرة على العديد من المناطق على حواف العاصمة، وأجبرت قوات الجيش النظامي على التراجع إلى داخل المدينة. من جانب آخر، أشار المرصد السوري أن الجيش النظامي استمر في عمليات القصف المدفعي الثقيل على الأحياء التي يشتبه تواجد مجموعات معارضة فيها، ما أسفر عن مقتل أكثر من خمسين شخصا في العاصمة دمشق أمس.