عبد الله الأشعل ل''الخبر'': أمريكا وإسرائيل لا يطيقون رؤية رموز إسلامية تحكم مصر احتشد أمس مئات الآلاف من أنصار جماعة الإخوان المسلمين أمام مقر جامعة القاهرة، للمشاركة في مليونية ''الشرعية والشريعة''، تأييدا لقرارات الرئيس مرسي التي وصفوها بالثورية، والانحياز لأهداف ثورة 25 جانفي، والمطالب الشعبية التي دعت إلى إعادة محاكمة رموز النظام السابق وقتلة الثوار وإقالة النائب العام. وقام المتظاهرون بإقامة لجان شعبية عند مداخل ومخارج الشوارع المؤدية إلى جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة، رافعين لافتات ''لا لدخول الفلول''، ومؤكدين على دعمهم المستمر للرئيس مرسي، الذي أتى به الشعب رئيسا منتخبا لمصر الثورة، المشهد نفسه تكرر في العديد من المحافظات المصرية، حيث دعت الجماعة أنصارها إلى الخروج عبر مختلف ميادين الحرية، للوقوف ونصرة الرئيس المنتخب من مخططات بقايا رموز مبارك المتربصين به، حسبهم، ويسعون إلى إسقاطه وإزاحته من على كرسي الحكم. وفي المقابل، يسود ميدان التحرير، الذي يحتضن الثوار المعتصمين منذ أزيد من أسبوع، على خلفية الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي، الهدوء الحذر والترقب الشديد، بعد أن وصلتهم أنباء عن احتمال توجه أنصار جماعة الإخوان إلى ميدان التحرير. وصرح الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن الدعوة للعصيان المدني تأتى في إطار حرية التعبير، إلا أن مؤسسة الرئاسة لا تتمنى حدوثها، مطالبا جميع القوى السياسية بأن تعلو عن بعض الأمور، مشيرا إلى أنه ''لا يوجد في أي دولة في العالم دستور متفق عليه بين الجميع، ولابد من وجود نسبة معارضة''. من جانبه، اتهم الدكتور عبد الله الأشعل، المرشح السابق في انتخابات الرئاسة المصرية، كلا من أمريكا وإسرائيل بالوقوف وراء الأحداث الملتهبة التي تعرفها مصر، قائلا في تصريح ل''الخبر'': ''هناك مؤامرة تحيكها إسرائيل بمعية بعض العملاء ورموز الفتنة، والتي تحظى بدعم كبير من أمريكا التي تلعب دورا مزدوجا، حيث تشجع المؤامرة ونظريا تقول إنها لا دخل لها فيما يحصل باعتباره شأنا داخليا، خاصة أن هاتين الدولتين والسعودية أيضا لن يطيقوا رؤية رموز إسلامية تحكم مصر''. وبرر المرشح السابق في انتخابات الرئاسة المصرية، الأحداث التي تعيشها مصر بعدم رغبة التيار اللبيرالي في وصول الدكتور محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة، موضحا: ''اللبيراليون رفضوا في البداية التصويت لمرسي، وهم الآن يتربصون به، أضف إلى ذلك سعي بعض المرشحين السابقين في الرئاسيات لإسقاط مرسي على أمل إعادة الانتخابات، وهنا تجدر الإشارة إلى أن مرسي أتى على إرث من الفساد وقوى متربصة، وبالرغم من مرور فترة بسيطة على توليه زمام الأمور في البلاد، إلا أنه تمكن من إزاحة المجلس العسكري، وإحداث التقدم في بعض المشاريع الأساسية''، قبل أن يضيف: ''ووجد أن أخطر تهديد له هو القضاء، الذي يتربص بالمؤسسات ويهدمها، ذلك أن جميع القرارات والأحكام القضائية التي صدرت سياسية بالدرجة الأولى، وبالتالي على الرئيس ألا يتعامل بنية مع القضاء والإعلام وبقايا رموز النظام السابق، لأن السياسة لا تدار بالنية، وأرى أن الإعلان الدستوري الذي أصدره لن يضيف شيئا''. وفي السياق، اتهم الأشعل الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتدبير مؤامرة دولية ضد الرئيس مرسي، بالتنسيق مع أمريكا والحركة الصهيونية، الذين يعملون، حسبه، على تدريب الشباب المصريين في أمريكا في برنامج ''مناهضة الإسلاميين''. ودعا محدثنا جميع القوى والأحزاب السياسية إلى الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض وقراءة مسودة الدستور، التي وصفها ب''الممتازة''، داعيا الرئيس مرسي إلى تطهير القضاء بطرق قانونية، ومتابعة القضاة الذين علقوا نشاط بعض المحاكم جنائيا، وتعيين عناصر جديدة مكانهم.