اجمع أصحابك وحرّصهم على جمع الزّكاة، فإذا جمعتم مبلغًا فاقسموه على خمس مجموعات، كلّ مجموعة خمسة أفراد ثمّ قوموا بزيارة المرضى في المستشفيات، وخاصة الفقراء، وخُذوا بأيديكم بعض مجامع الحلوى، فإذا دخلتُم على مريض فقدّموا له مجمع الحلوى ومعه مبلغًا من المال تدخلون بذلك السرور على المرضى. والمريض قريب من اللّه، فلعلّ دعوة مريض في العشر الأواخر يرفع اللّه بها البلاء عنكم وعن أمّتكم، فالرّاحمون يرحمهم الرّحمن، وهذه حسنة لم يسبقكم إليها أحد بإذن اللّه، وتكون كذلك سنّة لمن بعدكم، وترغيبًا لأهل الإيمان بجبر خواطر المنكسرين، وما عُبد اللّه بأفضل من جبر الخواطر، أو هيئوا لجنة تفتّش عن الأيتام المحرومين المشردين الجائعين الضّائعين فاكسوهم وأطعموهم واكفلوهم، لتكونوا رفقاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الجنّة كهاتين: السبابة والوسطى. لمثل هذا إخواني الأغنياء يُستعمل الغِنى، وبهذا العمل يجعل الإنسان له عند اللّه رصيدًا من محبّة وطاعة تَقَرَّبَ بهما إلى اللّه ونفع بهما عباد اللّه. أمّا أن ندّخر المال وننمّيه ونزيده ونحرّم أنفسنا منه، كما نحرم عباد اللّه منه، فهو بلاء علينا في الدنيا وشقاء لنا يوم القيامة.