دعت الحكومة الليبية، أمس، إلى عقد قمة إقليمية تشارك فيها الجزائر والنيجر والسودان وتشاد، لبحث قضايا أمن الحدود ومكافحة الإرهاب والحد من انتشار السلاح وتجارة المخدرات في منطقة الساحل والصحراء. قال رئيس الحكومة المؤقتة، علي زيدان، في مؤتمر صحفي عقده بديوان رئاسة الوزراء بطرابلس، نقلا عن وكالة الأنباء الليبية، إن ''ليبيا تعمل على التقاء أربع دول هي النيجر والجزائر والسودان وتشاد في قمة تعقد في ليبيا قريبا، لتحقيق اتفاقية أمنية تضمن سلامة الحدود وصد المجموعات التي تصدر الإرهاب وتنقله عبر الحدود، وتحقيق الاستقرار في المنطقة''. وتعليقا على زيارته إلى الجزائر الأسبوع الماضي، أكد رئيس الحكومة الليبية أن زيارته ''لاقت قبولا وارتياحا كبيرين من المسؤولين الجزائريين الذين أبدوا استعدادهم للتعاون مع ليبيا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، خاصة قضية الأمن في الساحل والصحراء''. وقال علي زيدان إنه حصل على تعهدات رسمية من الرئيس بوتفليقة والمسؤولين الجزائريين، بعدم السماح لأي نشاط عدائي من شخص أو تنظيم ما موجه ضد ليبيا، مقابل ضمانات بحسن الجوار وعدم تكرار ممارسات العقيد القذافي، ودعا إلى عقد قمة إقليمية لدول الساحل في ليبيا لبحث ملف أمن الحدود. مشيرا إلى أن الرئيس بوتفليقة والوزير الأول عبد المالك سلال ووزيري الخارجية والدفاع بالحكومة الجزائرية، ''أكدوا لنا مجددا أن الجزائر لن تكون مصدرا لإزعاج ليبيا أو للتدخل في شؤونها''. وأضاف زيدان أن ''المسؤولين في الجزائر أكدوا أنهم لن يسمحوا لأحد بأن يهدد أمن ليبيا، سواء شخص أو مجموعة من الأراضي الجزائرية''. وكان زيدان، وهو شخصية مقربة من الجزائر، يشير إلى منع تجدد تصريحات صحفية متعددة أطلقتها عائشة القذافي التي تستضيفها الجزائر رفقة والدتها صفية فركاش، وابني القذافي محمد وحنبعل وأطفالهم منذ 26 أوت 2011، ضد السلطة الجديدة في ليبيا، وهي التصريحات التي سببت حرجا كبيرا للسلطات الجزائرية، والتي أقدمت لاحقا على منع اتصال عائشة وأفراد عائلة القذافي بالعالم الخارجي. وأكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة الذي عاد من زيارة شملت كلا من الجزائر والنيجر وتشاد والسودان، أنه أبلغ المسؤولين الجزائريين ''حرص ليبيا على بناء علاقات جديدة مع جيرانها تقوم على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، والتعاون لضبط الأوضاع الأمنية على الحدود وقضايا الأمن في منطقة الصحراء الكبرى''. وأضاف: ''أوضحت بجلاء للرئيس بوتفليقة وللمسؤولين في الجزائر، أنه ليس لدينا الوقت ولا القدرة ولا الإمكانيات لننفق الأموال خارج ليبيا لمجرد إرضاء النزوات والأهواء، مثلما كان يفعل نظام القذافي ، وليبيا بحاجة الآن إلى الإعمار والتنمية والأمن والرفع من مستوى المعيشة للمواطن وإعادة بناء أجهزة الدولة وخدمات التعليم والصحة تفعيل الاقتصاد''.