الصّحابية أمّ أيمن، هي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن، غلبت عليها كنيتها، كُنّيت بابنها أيمن بن عبيد، وهي بعد أم أسامة بن زيد. أسلمت قديمًا أوّل الإسلام، وهاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة، وبايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فمن المواقف الرّائعة الّتي حدثت بين أمّ أيمن والرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه لمّا حضرت بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صغيرة، فأخذها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فضمّها إلى صدره ثمّ وضع يده عليها فقضت، وهي بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فبكت أمّ أيمن، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''يا أمّ أيمن، أتبكين ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عندك؟'' فقالت: ما لي لا أبكي ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يبكي. فقال رسول اللّه: ''إنّي لستُ أبكي ولكنّها رحمة''، ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''المؤمن بخير على كلّ حال تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد اللّه عزّ وجل''، رواه النسائي. وقد روت عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم العديد من الأحاديث. وكانت أمّ أيمن رضي اللّه عنهما تقول: ''ما رأيتُ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شكا صغيرًا ولا كبيرًا جوعًا ولا عطشًا، كان يغدو فيشرب من ماء زمزم، فأعرض عليه الغداء فيقول: ''لا أريده أنا شبع''. واختلف في وفاتها، قال ابن كثير: ''توفيت بعد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بخمسة أشهر، وقيل ستة أشهر، وقيل إنّها بقيت بعد قتل عمر بن الخطاب''. وجاء في مستدرك الحاكم: ''توفيت أمّ أيمن مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وحاضنته في أوّل خلافة عثمان بن عفان رضي اللّه عنه''.