أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت يوم هجرتها صائمة، فأجهدها العطش، وليس معها ماء، فلما غابت الشمس، دلِّي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض، فأخذته فشربته حتى رويت، وكانت تقول: ''ما أصابني بعد ذلك عطش، ولقد تعرضت بالصوم في الهواجر فما عطشت''، وكانت هذه الحادثة كرامة كُبرى لبيان عظيم قدرها عند الله تبارك وتعالى• ولقد بشَّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة حين قال: من سرَّه أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن، فتزوجها زيد بن حارثة، فأنجبت له ''أسامة بن زيد''• وبكت عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فذهب أبو بكر وعمر ليخففا عنها أحزانها، فقالا: ''ما يبكيك إن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم''، قالت: ''أبكي أن وحي السماء انقطع''، فجعلت تبكي ويبكيان معها• رضي الله عنهم جميعاً•