شهدت الأزمة السورية، أمس، تطورا جديدا من خلال دخول تيار سياسي جديد بمبادرة لإنهاء حالة الحرب، ويتعلق الأمر بحركة ''المؤمنون يشاركون''، وهي حركة سلفية قال عنها أمينها العام، الشيخ لؤي الزعبي، إنها وإن كانت تعترف بالائتلاف المعارض على أنه الممثل الشرعي للشعب السوري، إلا أنها تعارضه في كثير من النقاط، أهمها عدم سيطرته على الجماعات المحاربة في الميدان، ولعل هذا ما جعل لؤي الزعبي يتقدم باقتراحه للخروج من الأزمة باسم ''المكتب الميداني''، مشيرا إلى أن حركته تسيطر على الجماعات المسلحة المعارضة الفاعلة في ميدان الحرب بسوريا. وجاءت تصريحات الأمين العام للحركة السلفية السورية من القاهرة التي وصلها مطلع السنة المنصرمة بجواز سفر مزور هاربا من سوريا، لتؤكد أن ظهوره المفاجئ وإعلانه مبادرة الحل السياسي جاءت لقطع الطريق على ما أسماه ''افتراءات الأسد على التيار السلفي السوري''، معتبرا أن السلفيين السوريين منفتحون على كل التيارات ولا يسعون إلى إقصاء أي طرف، نافيا في سياق حديثه فكرة ''التطرف والإرهاب التي يسعى النظام لإلصاقها بالسلفيين''. واعتبر الزعبي أن مبادرته تدعو إلى قيام ''سوريا معاصرة على أساس المواطنة، يستند فيها الحكم إلى صندوق الاقتراع وبمشاركة جميع الأطياف في سوريا''. أما بخصوص تفاصيل مبادرة الحل السياسي، فقال إنها تستوجب تنحي الأسد عن الحكم، ومن ثمة فتح حوار شامل بين السوريين. ولم يخف الزعبي، خلال حديثه، تأكيده أن ''العدو الحقيقي للشعب السوري ليس فقط الأسد وإنما العدو الأول هو النظام الإيراني وحزب الله''. في هذه الأثناء، أشار علي الصدر البيانوني، نائب المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين السورية وعضو الائتلاف المعارض، إلى أن المعارضة ستقوم بتعيين الحكومة المؤقتة خلال الشهر الحالي بالقاهرة، دون تحديد التاريخ، مشيرا إلى إمكانية إيجاد توافق حول اسم رئيس الوزراء السابق المنشق، رياض حجاب، لقيادة التشكيلة الحكومية. ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر المنشق زادت حدتها في العديد من المحافظات السورية، خاصة في إدلب التي تشهد معركة حول مطار ''تفتناز العسكري''، فيما أعلن الجيش الحر، على لسان المتحدث باسمه، لؤي المقداد، أن ''الثوار تمكّنوا من إجراء أول طلعة جوية'' باستعمال مروحية عسكرية من غنائم المعارك مع الجيش النظامي.