تعتبر تجارة بيع الزيوت النباتية بولاية سكيكدة، من الأنشطة الرائجة التي تشهد إقبالا منقطع النظير، خاصة في فصل الشتاء، حيث يكثر عليها الطلب من طرف العائلات لاستعمالها لمداواة الأمراض، بالنظر إلى العديد من الاعتبارات، أبرزها كون الطب البديل لا يحمل أي أضرار جانبية، حسب اعتقادهم، فضلا عن نجاحه في علاج العديد من الأمراض. ومن بين الزيوت التي تعرف رواجا كبيرا في المجتمع السكيكدي زيت ''الضرو'' الذي يمثل أحد المصادر الرئيسية للدخل الاقتصادي، خاصة بالنسبة للعائلات القاطنة بالجهة الغربية للولاية، مثل بين الويدان وعين قشرة وكركرة. ويستخدم، حسب منتجيه ومستعمليه، على حد سواء، في معالجة بعض الأمراض المزمنة، كالحساسية والربو والسعال الديكي، كما يستعمل على نطاق واسع في علاج الأطفال الصغار من الحساسية المفرطة والسعال الناجم عن تقلب الطقس، ويستخدم في معالجة أمراض العيون. إذ يشير عارفون بفوائد هذا النوع من الزيوت إلى أنه يعالج أمراض العيون بنجاعة وفعالية، يعجز الطب الحديث عن مداواتها، كما قالوا. وبسبب الإقبال الكبير عليه في السنوات الأخيرة، أصبح يطحن ويعصر في المعاصر التقليدية، وحتى الحديثة التي أقامها مزارعو زيت الزيتون، وتخصص له أدوات خاصة لحفظه وتكييفه في المنازل، ليصبح هذا الزيت أكثر أهمية وفاعلية في المعالجة عندما يتجاوز العام أو أكثر، حيث يتحوّل إلى زيت عتيق بالمفهوم العامي. ويمثل ''الضرو'' واحدة من النباتات التقليدية ذات الانتشار الواسع في غابات ولاية سكيكدة، ويصل سعر اللتر الواحد منه إلى 2500 دينار، وهو يستهلك لمواجهة نزلات البرد، وبعض أمراض العيون والحروق. كما تلجأ بعض العائلات إلى التداوي بزيت '' بومفرفب''، وهو أحد أنواع زيت الزيتون المستخلص بطريقة تقليدية. ولا يستغني الكثير، من كبار السن تحديدا، عن هذا المشروب الذي يفضل تناوله على ''الريق'' وقبل النوم، نظرا لما يوفره لهم من راحة نفسية وهدوء. وتربى الكثيرون، منذ أجيال، على هذا المشروب أيام البرد وأيام المرض، إلى درجة أصبحت تجارته تتعدّى تجارة بيع عسل النحل. وتواجه العائلات المنتجة لزيت الزيتون ظاهرة الغش الذي يمتد أثرها السلبي ليقع على المواطن والفلاح، فيسرق الغشاش مال الأول وجهد الثاني.