تهافت على العلاج بزيت "الضرو" يسجل زيت "الضرو" إرتفاعا مدهشا في الأسواق الشعبية بولاية سكيكدة حيث بلغ سعر اللتر الواحد سقف مائة وستين ألف سنتيم في هذه الأيام، مسجلا بذلك ارتفاعا بعشرين ألف سنتيم عن سعر العسل الحقيقي المنتج محليا. ويمثل هذا الإرتفاع الغريب لسعر زيت تقليدي لا يستهلك على نطاق واسع ظاهرة في حد ذاتها خصوصا في الجهة الغربية للولاية التي تعد الموطن الرئيسي لزراعة "الضرو" لا سيما في غابات تمالوس وعين قشرة وأولاد عطية، ومنذ السنة الماضية انتشرت بشكل ملفت زراعة أشجار 'الضرو" بين العائلات الفقيرة التي تقطن بجوار المناطق الغابية الكثيفة بعد أن أصبح زيت "الضرو" يلقى رواجا كبيرا في عدة مناطق بالوطن، ويسوق وفق ميكانيزمات تجارية نشطة كما بات يمثل إحدى المصادر الرئيسية للدخل الإقتصادي لهذه العائلات التي تنتظر وصول البرنامج الوطني للتنمية الجوارية إليها، ويستخدم "زيت الضرو" حسب منتجيه ومستعمليه على حد سواء في معالجة عدة أمراض معدية، وحتى بعض الأمراض المزمنة كالحساسية والربو والسعال الديكي، ويستخدم على نطاق واسع في علاج الأطفال الصغار من الحساسية المفرطة والسعال الناجم عن تقلب الطقس، كما يستخدم في معالجة أمراض العيون، إذ يشير العارفون بفوائد هذا الزيت، أنه يعالج أمراض العيون بنجاعة وفعالية يعجز الطب الحديث عن مداوتها كما قالوا، وبسبب الإقبال الكبير عليه في السنوات الأخيرة، فقد أصبح يطحن ويعصر في المعاصر التقليدية وحتى الحديثة التي أقامها مزارعو زيت الزيتون وتخصص له أدوات خاصة لحفظه وتكييفه في المنازل وفي البادية ويصبح هذا الزيت أكثر أهمية وفاعلية في المعالجة عندما يتجاوز العام أو أكثر ويتحول إلى زيت عتيق بالمفهوم العامي. ويمثل "الضرو" واحدة من الأعشاب التقليدية ذات الإنتشار الواسع في غابات ولاية سكيكدة التي تزخر بنباتات طبية تقليدية عديدة لم يتم لحد الآن استغلالها بكيفية طبية وعلمية حديثة لإنتاج مواد صيدلانية كثيرة كما يقدم دليلا قويا لقطاع الصناعات الخفيفة والمتوسطة لإنشاء وحدات انتاجية تستغل هذه الثروة الطبيعية والنباتية.