هل حقيقة ستفعل الطوغو الشقيقة بالنظام في الجزائر، من خلال هذه الهزيمة النكراء، ما فعلته الجزائر بمشروع التوريث في مصر الشقيقة في واقعة أم درمان؟! قد يكون حال الجزائر، الآن، مع حكاية الطوغو أسوأ من حالة مصر مع أم درمان.! ذلك أن النظام في الجزائر أسوأ من نظيره المصري عشية واقعة أم درمان.. وإن كان وجه الشبه كبيرا في الصورة السياسية وانسداد الأفق وتوتر المجتمع، سياسيا واجتماعيا. وإذا حدث لنا ما حدث لنظام مصر، فإن الهزيمة تعدّ عملا وطنيا جليلا.! ما أعجبني في الفريق الوطني أمام الطوغو هو احتفاظه بصورة عجيبة بالكرة، ثم إعطاءها إلى الطوغو كي يسجلوا.. تماما مثلما تحتفظ الحكومة بكموسة عائدات البترول، ثم تسلمها لصندوق النقد الدولي، أو إلى هولاند كي يغزو بها جيراننا.! ومن هذه الزاوية، فإن الفريق الوطني منسجم تماما مع سياسة بلده.! بعض المواطنين أصابتهم المرارة من هذه الهزيمة النكراء، ولكن العديد من المواطنين فرحوا للهزيمة.. وقالوا هذه هزيمة للعهدة الرابعة ولتوريث النظام الفعلي لنفسه، من خلال عدم وراثة روراوة لنفسه.! البلد يواجه هذه الانتكاسات المتواصلة في السياسة وفي الاقتصاد، وحتى في الكرة، لأنه يستورد كل شيء من الخارج.. يستورد الرؤساء، ويستورد اللاعبين، ويستورد المدرب.! ولا يصدّر البلد إلى الخارج سوى المال المسروق والمال العام الذي يشتري به ذمم الدول الأجنبية، للسكوت عما يحدث في البلد من كوارث.! لقد فعل بنا الطوغو ما فعلنا نحن بنظام مبارك في أم درمان، وبقي أن يفعل الشباب الجزائري الهائج بالهزيمة ما فعله شباب مصر بنظام التوريث المباركي.! نعم، النظام في الجزائر استعمرنا بالكرة، مثلما استعمر النظام المصري الشعب المصري أيضا بالكرة.. والفشل في السياسة والاقتصاد، وحتى في مكافحة الإرهاب، ها هو يتبعه الفشل في الكرة، رغم المبالغ الخيالية التي صرفت على هذه العملية، من أجل جعلها حجر الزاوية في قضية إلهاء الشباب.! أنا لست مع الذين يطالبون برحيل المدرب أو روراوة، أو حتى رئيس الوزراء أو الرئيس.. بل لابد من المطالبة برحيل النظام كله.. النظام الذي أتى لنا بروراوة ومن أتى بروراوة.! أنا على يقين أن برلمان ''الحفافات'' سيفتح نقاشا وطنيا في البرلمان، لمساءلة الحكومة عن الفشل أمام الطوغو.! لأن خطر الهزيمة على مشروع العهدة الرابعة وتوابعها، أكثر من خطر كراء الأجواء الجزائرية للفرنسيين في حرب مالي؟ [email protected]